الرئيسيةأخبارثريا جبران في فيلم “الزفت” للطيب الصديقي

ثريا جبران في فيلم “الزفت” للطيب الصديقي

الفنانة والوزيرة السابقة ثريا جبران في ذمة الله‎

لم تكن الراحلة ثريا جبران (1952- 2020) في الفيلم السينمائي الروائي الطويل الأول والأخير “الزفت” (1984) لعميد المسرح المغربي الراحل الطيب الصديقي (1937- 2016) أقل حضورا من فيلمها السابق “بامو” (1983) لإدريس المريني. بل شكل هذا الفيلم امتدادا نوعيا لتجربتها السينمائية كممثلة.

شخصت في هذا الفيلم الجديد دور طامو زوجة بوعزة، من أداء الطيب الصديقي، بتلقائيتها المعهودة، وكانت سندا له في محنته المتمثلة في الاستحواذ على أرضه ليدفن بها “الولي الصالح” سيدي ياسين وليمر منها الطريق السيار الذي يربط بين الدار البيضاء والرباط.

وقد كانت صادقة في كل المشاهد (عددها 12 تقريبا) التي ظهرت فيها إلى جانب زوجها في الفيلم (الطيب الصديقي) أو بمفردها، وهي في الضريح تدعوله بصوتها الجهوري، مثلا، أو وهي تودع ابن أختها الكريمي (نور الدين بكر)، المسافر للعمل بباريس بعد معاناة مع البطالة، أو وهي تتسلم من الراحل محمد أبو الصواب (صديق الكريمي بديار المهجر) راديو ترانزيستور…

ومعلوم أن فيلم “الزفت” (95 د)، الذي قام ببطولته وأخرجه الصديقي بمساعدة حميد الزوغي، هو في الأصل مسرحية كتبها الطيب سنة 1966 بعنوان “سيدي ياسين في الطريق” وتم عرضها عدة مرات بمشاركة ثلة من الممثلين الذين ارتبطوا بتجربته المسرحية الرائدة، حولها الصديقي إلى سيناريو فيلم سينمائي، أنتجه الصحافي الكبير عبد الله الستوكي وصوره محمد لعليوي وركبه الراحل محمد مزيان (1945- 2005) وساهم في كتابة حواره المسرحي الراحل أحمد العراقي وشارك في تشخيص أدواره ثلة من الممثلين المعروفين وغير المعروفين، إلى جانب الصديقي وجبران وبكر وأبو الصواب، نذكر منهم بالخصوص: ميلود الحبيشي، أمينة عمر (زوجة الصديقي التي كان يطلق عليها إسم أميرة)، الشعيبية العذراوي، حسن فلان، حميد نجاح، عبد الرحيم بايكة، حميد الزوغي، إدريس التادلي، مصطفى سلمات، عبد الهادي ليتيم…

يشكل هذا الفيلم، الذي صور بفضاءات مغربية وفرنسية، تجربة فريدة من نوعها، تذكرنا بتجربة سينمائية أخرى للرائد المسرحي نبيل لحلو، فعوالمه ومضامينه لا تختلف كثيرا عما عودنا عليه الصديقي في الكثير من مسرحياته. تطغى على الفيلم المسحة الكوميدية الساخرة والرؤية النقدية لمظاهر التخلف في المجتمع المغربي متمثلة في هيمنة الشعوذة والفكر الخرافي (التبرك بضريح سيدي ياسين) وفساد الإدارة (القايد والشيخ والمكلفين بإنجاز الطريق السيار) وتردي أوضاع الصحة (طبيب أسنان المسلمين) والتعليم (المدرسة المزدوجة) وغيرها من المرافق. كما تحضر فيه المفارقات بقوة والنظرة السوريالية لواقع البلاد والعباد. زد على ذلك توظيف الغناء والموسيقى بكثافة من خلال الصوت الجميل والفصيح والقوي لعبد الرحيم بايكة، الذي استمتعنا بحضوره أيضا في أول الأفلام السينمائية للمخرجة فريدة بن اليازيد “باب السماء مفتوح” (1988)، ومجموعة الأجواد والشيخ العفريت وجاك بريل وإديث بياف…

أحمد سيجلماسي

 

رابط الفيلم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *