بمناسبة الحدث الأليم المتمثل في وفاة الفنانة الكبيرة ثريا جبران توصلنا في “طنجة الأدبية” ببلاغ ينعيها من طرف “بيت الشعر في المغرب”، وهذا نص البلاغ:
ببالغ الحُزن والأسى، يُنعِي بيت الشّعر في المغرب أحدَ أعضائه البازين، الفنانة المسرحية، ووزيرة الثقافة الأسبق، الفقيدة ثُريا جبران التي وافتها المنيّة عشيّة هذا اليوم بمدينة الدار البيضاء بعد صراعٍ مع المرض.
تُعتبرُ الفقيدة علامةً بارزة في تاريخ المسرح المغربي، فقد استطاعت بموهبتِها أن تحظى بمكانةٍ مُعتبرة داخل قلوب ووجدان المغاربة، من خلال الأدوار المسرحية التي جسّدتها ابتداءً من خطواتها الأولى في “المسرح البلدي” إلى جانب الرائد الطيب الصديقي، وصُولا إلى تأسيسها وإدارتها الناجحة لفرقة “مسرح اليوم”ّ، وهو ما جعل منها أيقونة مغربية، ونموذجا حيّا لتلاحم الفنان مع قضايا مجتمعه، خاصة بعد أن جعلت الفقيدة من حضُورها الفنّي والمسرحي وسيلةً للتّعبير عن آمال وأحلام المغاربة في الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم. لذلك فقد استحقت الفقيدة، وعن جدارة، عضوية بيت الشعر في المغرب، إلى جانب شعراء و نقاد الشعر وقلّة من الفنانين من رجال المسرح و التشكيل والموسيقي و السينما الذين جعلوا من الشعر أفقا لاشتغالهم الإبداعي.
إنّ بيت الشعر في المغرب، وهو يُعزّي نفسه في هذه الرزْء الفادِح الذي ألمّ بالحقل الثقافي والفنّي المغربي، ليستحضر للفقيدة الدورَ البارز الذي قامت به لفائِدة الشعر المغربي عامة، ولبيت الشعر في المغرب، الذي التحقت به عُضوًا كامل العضوية منذ تأسيسه في سنة 1996، حيث أخذت على عاتِقها التعريف بالشّعر المغربي وبرمُوزه ووجُوهه البارزة، وتقريب مُنجزه و تجاربه بمُختلف تعابيرها الفنية والجمالية واللغوية إلى الجُمهور المغربي والعربي والعالمي، وذلك عبر مسْرحتها للعديد من التجارب الشعرية المغربية وتقديمها على خشبة المسرح، وهو ما جعل من الشّعر رافدًا هامّا لتجربتها المسرحية، وعُنصرا بانيا لخطابها الثقافي والفنيّ.
كما يذكُر بيت الشعر في المغرب للفقيدة الدّعم المستمر والقويّ الذي شملت به مؤسستنا، وذلك من خلال توظيفِ صِيتها الفنّي والإنساني وقُدرتها التواصلية في نسْج العلاقات الاجتماعية، لجعلها في خدمة الشعر المغربي والشعراء المغاربة، الأمر الذي تعزّز أكثر خلال تولّيها لحقيبة وزارة الثقافة (2007/2009)، إذ سجّلنا بفخرٍ كبير العناية التي خصّت به الشعر ضمن سياستها العمومية، وهو ما تجسّد في إحداث جائزة خاصّة بالشعر المغربي ضمن جائزة المغرب للكتاب، ودعم جائزة الأركانة العالمية للشعر التي تمنحُها مؤسستنا بشراكة مع صندوق الإيداع و التدبير.
وبهذه المناسبة الأليمية، يتقدّم بيت الشعر في المغرب بأحرّ التعازي لابنتها ولزوجها الفنان عبد الواحد عوزري، و لكافّة نساء ورجال المسرح المغربي، وللشعب المغربي قاطبة، داعيا الله أن يتغمّد الفقيدة بواسع رحمته، و أن يسكنها فسيح جنانه، و أن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
طنجة الأدبية