يحار المرء كثيرا في تفسير درجة الاهمال والتدمير الذي تتعرض له نماذج متعددة من تراثنا المادي. ففي مدينة مولاي إدريس زرهون العاصمة الاولى للدولة الإسلامية بالمغرب ياحسرتاه، يتم تحويل سقاية تاريخية عتيقة بحي الحفرة على بعد خطوات قليلة من ضريح إدريس الاول، إلى محطة لتجميع النفايات والأزبال المنزلية، امام أعين الجميع دون أن يحرك ذلك بعض الأنفة والعزة لا في مسؤولي المجلس البلدي ولا في السلطات المحلية ولا في الساكنة إلا من رحم ربك. وعلى يسار الباب الخارجي للضريح أيضا يتم تحويل سقاية عتيقة اخرى إلى مكان لتجميع كراسي وطاولات أحد المقاهي التي تنبث كالفطر، حتى تكاد تحجب عن المارة تماما، دون أن يحرك ذلك ساكنا للاسف الشديد، مما يؤشر على مشاهد أخرى قادمة من هذا النوع التي تعلن إلى أي درجة وصل الاستخفاف والاستهثار يتراثنا وتاريخنا.
طنجة الأدبية