رغم التحديات التي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد على شعوب العالم فإنه كان له الفضل في إلهام عدد من المغنين العرب واللبنانيين بشكل خاص لإنتاج أعمال تعبر عن هذه المرحلة وصعوباتها ومن بينهم راغب علامة ومروان خوري.
وفي أغنية مصورة جديدة يظهر المغني راغب علامة عند تقاطع شارع الرينغ في وسط العاصمة اللبنانية بيروت والذي كان مسرحا لاحتجاجات السابع عشر من أكتوبر تشرين الأول واضعا قناعا واقيا على وجهه وهو يقف بمفرده مؤديا أغنية بعنوان (فرسان المرحلة).
وفي مشاهد الأغنية التي أخرجها اللبناني سامي صعب يسير علامة في شوارع خلت تماما من المارة ثم يعود إلى منزله مخاطبا العاملين في ظل الظروف الصعبة ”في خوف مقرر يقتلنا وعم تصعب عم تصعب الأحوال/ هالمرة انتو أملنا ولو كنتوا لو كنتوا قلال/ كل الدني عم تبتلي ما عاد بدها المسألة/ انتو فرسان المرحلة والأبطال/ انتو ال ما بتتعب همتكن/ بالصف الأول وقفتكن/ وطنا كلو برقبتكن ومعلق عليكن الآمال“.
كلمات الأغنية من تأليف الشاعر اللبناني نزار فرنسيس وقام بتلحينها وتوزيعها الملحن جان ماري رياشي.
وقال علامة لرويترز ”هناك أطباء وممرضون وعمال وصحافيون وفرق الإسعاف المدني وقبلهم كان هناك جنود على الجبهات ومحاربون.. كلهم أبطال وفرسان حقيقيون ويستحقون التحية. لم نشعر بعظمة أعمالهم إلا عندما قدموا لنا طوق النجاة ومنحونا الحياة“.
وأضاف ”أغنيتي هي لكل محارب وصامد قرر أن يقتل الخوف والمرض والوباء وخاض معركة من أجل البقاء فهذه رسالة إلى البشرية، ودورنا كفنانين أن نكون حاضرين ومؤثرين، فالموجوع يتمسك ببارقة أمل، نحن الذين غنينا الحب والشوق والوطن“.
وجرى تصوير الأغنية بشكل آمن تماما حيث عمل كل من ساهم فيها من موقعه سواء في المنزل أو المكتب أو المستشفيات التي تعالج حالات الإصابة بفيروس كورونا.
والتزاما بقرار عدم الاختلاط تبرز الأغنية المصورة الشاعر وهو يكتب الكلمات من منزله والملحن يقوم بدوره عن بعد والمغني يسجل من منزله فيما يتم عرض لقطات لأطباء وممرضين ومسعفين وفرق إنقاذ وصليب أحمر.
وحرص علامة على إعطاء مساحة للأمل في نهاية الأغنية حيث يظهر طفل يرتدي القناع الطبي الواقي في الشارع نفسه لكنه ينزع عن وجهه هذا القناع كمؤشر على نهاية الصراع مع هذا المرض يوما ما كما يؤكد علامة.
ولم يكن راغب علامة هو الفنان اللبناني الوحيد الذي بادر بالتعبير عن أزمة كورونا فقدم مواطنه مروان خوري أغنية قصيرة لم يشأ أن يعتبرها عملا متكاملا تحت عنوان (هيدي مش غنية).
تقول كلماتها (هيدي مش غنية/ هاي إلهُن تحية/ ل يللي عم يتعبوا/ ويخاطروا بحياتن/ كرمال البقية/ وهاي أعظم قضية/ بيحملها إنسان/ لخيو الإنسان/ باسم الإنسانية).
وقال خوري لرويترز إن الاغنيات في المرحلة المقبلة سوف تتأثر بالحدث الذي ضرب الأرض بأكملها ”لم نعد وحدنا في الكون، لقد جاءنا زائر شرس وسيفرض واقعه علينا لندرك معه قيمة الألفة واللقاء والعادات الاجتماعية التي فقدناها فجأة ومن دون إنذار. وفي المقابل فان هناك جيشا من المحاربين يتصدى لهذا القاتل وأقل تقدير هو أن نوجه التحية إلى بطولات هذا الجيش الواقف في الظروف الأمامية من أطباء وممرضين وصحافيين وقوى أمنية ومسعفين وقد شاءت الظروف أن يكونوا هم في الواجهة ونحن ننعزل“.
ويرى خوري أن ما قبل كورونا لن يكون كما بعده على كل المستويات قائلا إنه كفنان لطالما غنى للوحدة والعزلة والفراق عن الأحبة لكنه هذه المرة يختبر تجربة جديدة بحيث تحولت الوحدة والعزلة إلى حقيقة ثابتة وليست من الخيال الفني.
ويعتزم خوري إصدار أغنية أخرى قريبا تقول كلماتها ”لما الحياة تقسى عليك وتحبسك جوات غرفة/ تشعر بلحظة تعبت واستسلمت مش قادر تكفي/ وتفهم ساعتها كيف انو الفرح والضحك والألفة/ الهن ثمن ما كانوا بالصدفة/ كمل حياتك كملا/ ما عاد تطلع ورا/ في إشيا بيكتبها الوجع بين السطور بتنقرا“.
طنجة الأدبية-رويترز