على الرغم من أن سوزانا فولدي (67 عاما) صماء منذ طفولتها إلا أن بإمكانها الاستمتاع والشعور حرفيا بالسيمفونية الخامسة الشهيرة لبيتهوفن من خلال وضع يديها على آلة الكونترباس والجلوس بين الموسيقيين في أوركسترا دانوبيا في بودابست.
وقالت ”عندما جلست بجوار الموسيقي الذي كان يعزف على الكونترباس اليوم بدأت أبكي“.
وأضافت متذكرة طفولتها“ كان والدى لديه أيضا كونترباس.. ولم يكن لدى سماعة . كنت أضع دائما أذني على الكونترباس وهو يعزف لي“.
وفولدي الآن ضمن مجموعة ،تضم أطفالا، يعاني كل أفرادها من ضعف السمع واستطاعوا أن“ يستمعوا“ من خلال لمس السيمفونية الخامسة لبيتهوفن التي دخلت تاريخ الموسيقى باسم ضربة القدر.
ويجلس بعض المستمعين بجوار الموسيقيين ويضعون أيديهم على الآلات الموسيقية للشعور بالاهتزازات. ويمسك آخرون ببالونات لنقل اهتزاز الصوت. ويتم إعطاء البعض سماعات خاصة فائقة الحساسية.وقال ماتي هاموري قائد الأوركسترا الذي ينظم سلسلة من الحفلات هذا الربيع للصم إن الهدف هو نقل الموسيقى للناس الذين باستثناء ذلك لن يجدوا فرصة للاستمتاع بها ولفت الانتباه لمشكلات السمع التي غالبا ما يتم تجاهلها.وأضاف ” ومن ثم فإن الفكرة هي إلى حد ما جذب الأشخاص الأقدر على التعاطف مع بيتهوفن ومعاناته الخاصة إلى عالم الموسيقى“.
وتدهور سمع بيتهوفن تدريجيا وكتب السيمفونية الخامسة بالفعل مع فقد سمعه فيما بين 1804 و1808.
وقالت ارزبيت دوداس (75 عاما) التي فقدت السمع في إحدى أذنيها عندما كان عمرها 35 عاما وفقدت السمع في الأخرى قبل ست سنوات إنها اعتادت سماع موسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيك ولكنها لم تستمع مطلقا لبيتهوفن.
وقالت ”هنا عندما تعزف كل الآلات الوترية تعطي اهتزازا قويا جدا. ليس من قبيل المصادفة إنه كتب هذا النوع من الموسيقى“.
طنجة الأدبية-رويترز