انعقدت يوم الخميس 23 يناير 2020 بفندق كنزي طاور بالدار البيضاء، الندوة الصحفية التي نظمتها الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام حول موضوع “السينما والسمعي البصري في المغرب : الوضعية الملتبسة”، والتي افتتحت بعرض للكاتب العام للغرفة لخص فيه مميزات هذه الوضعية المقلقة التي آل إليها الإنتاج السينماءي الوطني، والمتمثلة أساسا في :
سوء تسيير وتدبير شؤون المركز السينمائي المغربي الذي يوغل باستمرار في البيروقراطية : الإلغاء الغير القانوني للجان الثنائية، إقصاء وتهميش المهنيين ومنظماتهم المهنية، التأسيس لسياسة “الكيل بمكيالين” بتفضيل بعض المنتجين على حساب آخرين باعتبارهم “معارضين”، وهي ممارسة مبنية على المحسوبية والزبونية والعلاقات الخاصة، إلخ… ، عدم احترام القوانين الجاري بها العمل مع تعقيد الإجراءات الإدارية عن طريق إصدار دوريات من دون أي سند قانوني، آخرها فرضت أداء رسم للحصول على رخصة عرض الأفلام بالمراكز الثقافية ودور الشباب وفي إطار التظاهرات الثقافية التطوعية والمجانية، وهي الدورية التي تسدي ضربة موجعة للجمعيات والمؤسسات المنظمة لهذه التظاهرات وللجمهور بشكل عام، خصوصا في المدن الصغيرة، إهمال الإدارة وتبدير جزء من ميزانية المركز السينمائي في بطاقات سفر للخارج وتعويضات عن مهام لا نفع لها ولا تستفيد منها السينما الوطنية…
أما بخصوص القنوات التلفزيونية الوطنية فوضعيتها الملتبسة كذلك تتلخص أساسا في انتهاء صلاحية دفاتر تحملاتها منذ 2016 ولم يتم تجديدها أو مراجعتها أو تعويضها بنظام آخر كما راج بعض الوقت، بينما استمرت إدارتها في نهج نفس السياسة المبنية على المحسوبية والزبونية والعلاقات الخاصة، دون حسيب ولا رقيب. ولعل سلسلة المقالات التي يكتبها الصحفي أحمد الدافري، عضو لجنة اختيار البرامج المستقيل، كافية لفضح هذه الوضعية الشاذة التي تطبعها تبعية لجنة الاختيارالمطلقة لسلطة الإدارة…
بعد ذلك، تدخل السيد لطيف لحلو، رئيس “الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام” وقدم ملخصا للمقترحات العملية التي تمكن من تطهير القطاع وضمان تنمية مستدامة للإنتاج السينمائي الوطني والتي تضمنتها المذكرة التي قدمتها الغرفة للسيد وزير الثقافة والسيد مدير المركز السينمائي المغربي، ثم مؤخرا إلى معالي رئيس الحكومة (يمكن بعث نسخة عند الطلب، باللغتين العربية والفرنسية، للصحفيين والمهنيين وكل المهتمين).
بعد ذلك، أعطيت الكلمة للسيد مسعود بوحسين، رئيس “النقابة المغربية للمهن الدرامية” الذي أعطى لمحة واضحة على وضعية قطاع المسرح الذي يجتاز محنة لا تختلف عن ما يعيشه قطاع السينما، ولقد سبق للنقابة أن نشرت بيانا صحفيا في هذا الشأن تضامنت معه بيانات أخرى صادرة عن منظمات مهنية مختلفة منددة بالممارسات والتصريحات الأخيرة التي تمس مكتسبات المهنيين والرامية إلى خلق جو من التفرقة بين منظماتهم…
ثم تم فتح نقاش مع الحضور، الذي فاق الخمسين، من صحفيين، نقاد سينمائيين ومهنيين من بينهم أعضاء في منظمات مهنية، منهم السيد المعطي قنديل، رئيس “الغرفة المغربية لتقنيي ومبدعي الأفلام” والسيد رشيد الشيخ، رئيس “النقابة الوطنية لمهنيي السينما بالمغرب”. ولقد عرف هذا النقاش عدة تدخلات مهمة أثارت ملاحظات وتساؤلات قيمة ذات صلة بموضوع الندوة.
طنجة الأدبية