الرئيسيةأخبار النوع والهوية والفضاء في سينما المخرجات المغربيات: موضوع أطروحة دكتوراه بجامعة فاس.

 النوع والهوية والفضاء في سينما المخرجات المغربيات: موضوع أطروحة دكتوراه بجامعة فاس.

ناقش الطالب الباحث الصديق سعيد شملال، صباح الجمعة 27 دجنبر 2019 بقاعة القرويين 1 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أطروحة جامعية بعنوان “النوع والهوية والفضاء في سينما المخرجات المغربيات” (تخصص: لغة أنجليزية). وقد نال بها شهادة الدكتوراه الوطنية بميزة مشرف جدا مع توصية لجنة المناقشة، المكونة من الأساتذة كبير صندي (رئيسا) وخالد بكاوي (مقررا) ومحمد لاروز ولطيفة بلفقير (عضوان)، بالنشر.

فيما يلي تلخيص مقتضب لمضمون هذه الأطروحة:

تهدف هذه الأطروحة إلى إبراز كيفيّة بناء المفاهيم المشار إليها في العنوان في السينما النسائية؛ وذلك من خلال تحليل تسعة أفلام روائية طويلة (باب السما مفتوح؛ كيد النسا؛ العيون الجافة؛ الراكد؛ ماروك؛ نامبر وان؛ فرنسية؛ على الحافة؛ وتاونزا)، وفيلم وثائقي واحد (جدران ورجال)، والتي يتراوح تاريخ إنتاجها بين 1988 و2014، مع غلَبة الأفلام المنتجَة في الألفية الثالثة.

إن البحث في هذا الموضوع جاء نتيجة لدافعين أساسيين: أولا، محاولة فهم كيفيّة تفكيك أو بناء المخرِجات السينمائيات الهويات والفضاءات الجنسانية في المجتمع المغربي المعاصر. وثانيا، تسليط الضوء على هذه السينما، التي لَمْ تُعَمَّقْ فيها الدراسات، ولم تُدرَس بشكل مستقل في الكتابات العربية والإنجليزية.

تولي المخرِجات السينمائيات بالمغرب أهمية واضحة لإبراز خطابات الاختلاف في أفلامهنّ المابعد استعمارية، وذلك من منظور ينتصر للاتجانس. لذلك أرى أنهن يطمحن إلى منح للنساء فرصة التعبير، وإعادة تحديد مواقع القوى، وتحويل صمتهن إلى ‘اللاصمت’. ولخلخلة أساليب التمثّل البطريريكية والهوليودية السائدة، تقدّم الأفلام قيد الدراسة الشخصيات الأنثوية في صور بعيدة عن الإثارة الجنسية أو التشظية (التجزيء)؛ وبهذا يجعلن المشاهد، ذكرا كان أم أنثى، يتعاطف معهن. بيد أن هذه الأعمال لا تخلو من ثغرات لا تُماشي طموحات المخرجات أنفسهن. بالإضافة إلى ذلك، تُعطِّل السينما المغربية بصيغة المؤنث التقسيم الجنساني للفضاء إلى الخاص والعام، وذلك بُغية هدم الأجندة الأبيسية، كما تُصوِّر المدينة بأنها فضاء طوباوي ولاطوباوي، حيث إن هذا المركز الحضري قد يكون محرِّرا وخانقا في آن واحد.

يكشف التحليل سعي السينما النسائية لتعطيل هيمنة الذكور على صناعة الأفلام بالمغرب. فرغم قِلَّة عدد المخرِجات، فإن بصمتهن في الميدان السينمائي لا تُنكر، ولا سيما تلك التي تتجلّى في تمثّلهن للهويات والفضاءات الجنسانية بكيفيّة مغايرة.

تتحدّى معظم أفلام النساء، بطريقة أو بأخرى، الأبعاد الذكورية السائدة في السينما والمجتمع المغربيين؛ فباعتبارها أفلاما/ نصوصا مابعد كولونيالية، فإنها تفسّر مفاهيم النوع، والهوية، والفضاء، على أنها دوال مُترحّلة تتعلّق بالتحوّل لا بالثبات.

لدراسة هذه الأفلام، في ضوء التغييرات الاجتماعية والسياسية المستمرة في العقود الأخيرة، أهمية قصوى، حيث تساعدنا على فهم ردود أفعال المخرِجات تجاه قضايا النوع، والهوية، والفضاء، في المجتمع المغربي المعاصر.

تجدر الإشارة إلى أن الدكتور سعيد شملال (38 سنة) باحث سينمائي وفاعل جمعوي وأستاذ اللغة الأنجليزية بالتعليم الثانوي التأهيلي (حاليا) بمدينة جرسيف (ثانوية المستقبل). شارك في العديد من الندوات والإصدارات والمهرجانات السينمائية وغيرها.

نشر مجموعة من المقالات والدراسات بالمجلات المغربية (طنجة الأدبية، سينماغ، وشمة، آفاق…) والعربية (نزوى، الدوحة، السينما العربية، جريدة الفنون…) وبعض الصحف الوطنية. كما شارك في كتب جماعية حول التجارب السينمائية لمخرجين مغاربة كفريدة بنليزيد (2010) والجيلالي فرحاتي (2011) وحكيم بلعباس (2014)، وهي من إصدارات الجمعية المغربية لنقاد السينما، وأحمد البوعناني (2012)، من منشورات مهرجان الرشيدية السينمائي، وفي منشورات نادي إيموزار للسينما التالية: “الذات والآخر في السينما المغاربية” (2011)، “الجمالي والإيديولوجي في السينما المغاربية” (2012)، “دلالة المقدس في السينما المغاربية” (2013)، “وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي” (2014)، “الأسطورة في السينما المغربية” (2019). هذا بالإضافة إلى مشاركته أيضا في كتب جماعية أخرى هي تباعا: “شفشاون في عيونهم” (2012)، من منشورات مهرجان شفشاون للفيلم القصير هواة ومهرجان خريبكة الدولي للفيلم الوثائقي، و”عناصر الثقافة الأمازيغية في السينما المغربية” (2015)، إصدار مشترك بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ونادي إيموزار للسينما، و”الأنا والآخر في السينما” (2015)، من منشورات المرصد المغربي للصورة والوسائط بطنجة…

وبالإضافة إلى كتاباته بالعربية، نشر الأستاذ سعيد شملال سنة 2019 في “دورية دراسات شمال إفريقيا” مقالا أكاديميا بالأنجليزية بعنوان “أفلمة الأنوثة والوعي الأمازيغي في فيلم “العيون الجافة” .. كما تمحورت مواضيع رسائله الجامعية الأخرى حول السينما: “إعادة اعتبار التهميش الاجتماعي في السينما المغربية المعاصرة 1999- 2008” (بحث نال به شهادة الماستر من نفس الكلية في موسم 2009/2010)، “الطابوهات في السينما المغربية: فيلم “ماروك” نموذجا” (بحث نال به شهادة الإجازة في اللغة الأنجليزية من نفس الكلية سنة 2007).

 

أحمد سيجلماسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *