ضمن أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي الدولي عرض يوم أمس فيلمان الأول بقاعة المؤتمرات “بايبيتيث” للمخرج الأسترالية شانون مورفي والثاني بقاعة الكوليزي بعنون “سولي” للمخرج الإيطالي كارلو سيروني.
“بايبيتيث” الحب تحت ضغط اليأس من الحياة
نتابع في “بايبيتيث” حالة الشابة ميلا المريضة بالسرطان والتي تلتقي بالمتسكع والمدمن على المخدرات الشاب موزيس فتغرم به ويبعث فيها حب الحياة وعشقها، ليضطر أبواها لقبوله فردا في أسرتهم هو المرفوض من أمه والذي يعيش متسكعا في الشوارع إرضاء لابنتهم المصابة بالمرض العضال، لكن مشاكل تنتج عن ذلك.
ما يحسب للمخرجة أنها لم تحاول استدرار شفقة المشاهد حيال حالة شخصيتها الرئيسية لكنها عكس ذلك انتصرت للحظات عشق الحياة وركزت على ذلك الحب الغريب الذي نسج بسرعة بين الشابين المختلفين في كل شيء.
فيلم “بايبيتيث” بسيط في حكيه لكنه يستقي قوته من تلك اللحظات الإنسانية التي استطاعت المخرجة القبض عليها وجعلِنا كمشاهدين نتجاوب معها ونحسها.
“سولي” .. حينما نضطر لبيع إنسانيتنا
يلتقي كل من لينا وإيرمانو لأداء مهمة تتجلى في كونهما سيلدان طفلة ليتبناها عم إيرمانو وزوجته لكن الأحداث ستتطور في مسار لم يكن متوقعا حينما ستنشأ علاقة حب بين الشابين وحينما يتعلقان بالطفلة.
قد نكون شاهدنا قصة مماثلة لما نجده في فيلم “سولي” للمخرج الإيطالي كارلو سيروني، المعروض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي، لكن المختلف في هذا الفيلم أنه يُركِّز بشكل كبير على تلك العلاقة العاطفية التي تنشأ وبالتدريج من جهة بين الأم والأب الشابين وبين المولودة الجديد إلى درجة نتمنى فيها كمشاهدين أن تظل معهما وألا يأخذها الأبوان المتبنيان وفي نفس الوقت تطور قصة الحب بين الأم الشابة البولونية لينا التي جاء فقط لأداء مهمة الحمل والولادة ثم تسليم المولودة والمغادرة وبين الأب إيرمانو الذي وجد نفسه تحت ضغط الفاقة يقبل بأن يُلَقِّحَ الشابة لكي يمنح طفلة لعمه وزوجته العقيمين مقابل مبلغ مالي.
لايمكن لعين المشاهد المتتبع أن تخطأ ما أراد المخرج أن يمرره كخلفية لأحداث فيلمه إذ أننا نجد به مجتمعا إيطاليا يرزح تحت عبئ التفاوتات الطبقية واللا عدالة الاجتماعية وحيث الفقراء يتم استغلالهم بشكل بشع ليبعوا حتى إنسانيتهم التي لم يعودوا يملكون غيرها.
كان أداء كل من الممثلين الرئيسيين في الفيلم ساندرا ديرزيمالسكا وكلاوديو سيكالوسيو جيدا خصوصا هذا الأخير الذي استطاع بنظرات الحزن وبالصمت المعبر أن يوصل امتعاض الشخصية التي يؤديها ورفضها الصامت لما اضطرت لتفعله.
عبد الكريم واكريم-مراكش