أسدل الستار بقاعة سينما روكسي بطنجة على أنشطة الدورة السابعة عشرة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي، ليلة السبت 5 أكتوبر الجاري، بإعادة عرض الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى للمسابقة الرسمية، وذلك بعد أن أعلنت لجنة التحكيم برئاسة المخرجة المغربية ليلى كيلاني عن نتائج مداولاتها التي جاءت على الشكل التالي:
الجائزة الكبرى: فاز بها الفيلم التركي “العبء الثقيل” للمخرج يلماظ أزديل.
جائزة لجنة التحكيم : حصل عليها الفيلم الفرنسي “أغنية أحمد” من إخراج فؤاد منصور.
جائزة الإخراج: كانت من نصيب الفيلم الإيطالي “الحدود” للمخرج أليساندرو دي جريجوريو.
جائزة السيناريو: منحت للفيلم الإسباني “والدة ماطيو” من إخراج أيتور أريكي و خوسي ماري كويناكا.
جائزة التشخيص إناثا: حصلت عليها أميرة هيلدا دواودا عن دورها في الفيلم الجزائري الفرنسي “تويزة” من إخراج كريم بن قانة.
جائزة التشخيص ذكورا: حصل عليها برونو أورلاندو عن دوره في الفيلم الإيطالي “الحدود”، وهو الفيلم الحاصل أيضا على جائزة الإخراج.
ولم يفت لجنة التحكيم الرسمية منح تنويهين خاصين: الأول للفيلم البرتغالي الفرنسي “بطل خفي” للمخرجة كريستيل ألفيس ميرا، والثاني للفيلم التونسي “بطيخ الشيخ” للمخرجة كوثر بن هنية.
أما جائزة الجمهور، التي أحدثت لأول مرة هذه السنة، فقد كانت من نصيب الفيلم الجزائري الفرنسي “تويزة”، الذي حصلت بطلته على جائزة التشخيص.
ثانيا، مشاركة مغربية غير مشرفة:
عرضت بقاعة سينما روكسي على امتداد خمسة أيام من 30 شتنبر إلى 4 أكتوبر 2019 أفلام قصيرة من بلدان متوسطية متعددة بلغ عددها الإجمالي 74، منها 46 داخل المسابقة الرسمية و28 خارجها. وهذه الأفلام، المتنوعة التيمات والمتفاوتة القيمة فنيا وفكريا، تناولت حالات إنسانية ذات أبعاد اجتماعية أو نفسية أو اقتصادية أو حقوقية وغيرها وعكست معاناة الإنسان في وضعيات وسياقات سوسيو- ثقافية مختلفة.
من بين هذه الأفلام القصيرة الأربعة وسبعون، شكلت المشاركة المغربية نسبة الخمس تقريبا، أي 17 عنوانا، إلا أن الملاحظ هو أن جل الأفلام المغربية، باستثناء فيلمي فوزي بن السعيدي “خط الشتا” و”الحيط .. الحيط”، اللذان عرضا في حفل الافتتاح، وفيلم أو فيلمين داخل المسابقة وخارجها، قد خيبت أمل السينفيليين لأنها لم تكن في مستوى باقي الأفلام المتوسطية إبداعيا. وهنا يطرح السؤال التالي: من يتحمل مسؤولية انتقاء الأفلام المغربية سواء للمشاركة في المسابقة الرسمية أو خارجها؟
لقد أظهرت جل أفلام طلبة المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما سطحية ملحوظة وقصورا في التخييل وعدم التمكن الكافي من أدوات التعبير السينمائي، الشيء الذي يعكس ضعفا في تأطيرهم ونقصا في ثقافتهم السينمائية. وإذا ما قارنا بين هذه الأفلام المغربية العشرة وباقي الأفلام المعروضة خارج المسابقة، أي الأفلام الإسبانية (11 عنوانا) وأفلام “أدامي – كان 2019” (5 عناوين)، نجد الفرق شاسعا على عدة مستويات. لقد تمتعنا كسينفيليين بالأفلام الإسبانية أكثر من غيرها نظرا لجدة كتابتها السينمائية وإقناعها على مستويات التشخيص والتصوير والموسيقى والمونتاج وغير ذلك من أدوات التعبير السينمائي، وخاب أملنا في أفلام فرنسا والمغرب.
نتمنى من منظمي مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة في دوراته القادمة أن يكونوا صارمين في اختياراتهم للأفلام المبرمجة داخل المسابقة الرسمية وخارجها تفاديا للخلط بين الجودة والرداءة، فمشاركة المغرب بفيلم جيد واحد أفضل من مشاركته بأفلام عديدة لا طعم لها ولا قيمة.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب شارك في المسابقة الرسمية بخمسة أفلام، لم يحصل أي منها على جائزة أو مجرد تنويه، وهي: “أغنية البجعة” لليزيد القادري، “الشانطي” لمحمد أوماعي، “ياسمينة” لعلي الصميلي وكلير كاهين، “أبناء الرمال” للغالي اكريمش، “الأربع مائة صفحة” لغزلان أسيف.
من طنجة: أحمد سيجلماسي