عرضت بقاعة سينما روكسي على امتداد خمسة أيام من 30 شتنبر إلى 4 أكتوبر 2019 أفلام قصيرة من بلدان متوسطية متعددة بلغ عددها الإجمالي 74، منها 46 داخل المسابقة الرسمية و28 خارجها. وهذه الأفلام، المتنوعة التيمات والمتفاوتة القيمة فنيا وفكريا، تناولت حالات إنسانية ذات أبعاد اجتماعية أو نفسية أو اقتصادية أو حقوقية وغيرها وعكست معاناة الإنسان في وضعيات وسياقات سوسيو- ثقافية مختلفة.
شكلت المشاركة المغربية نسبة الخمس، أي 17 عنوانا، من بين هذه الأفلام القصيرة الأربعة وسبعون. إلا أن الملاحظ هو أن جل الأفلام المغربية، باستثناء فيلمي فوزي بن السعيدي “خط الشتا” و”الحيط .. الحيط” (عرضا في حفل الافتتاح) وفيلم أو فيلمين داخل المسابقة وخارجها قد خيبت أمل السينفيليين لأنها لم تكن في مستوى باقي الأفلام المتوسطية إبداعيا. وهنا يطرح السؤال التالي: من يتحمل مسؤولية انتقاء الأفلام المغربية سواء للمشاركة في المسابقة الرسمية أو خارجها؟
لقد أظهرت جل أفلام طلبة المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما سطحية ملحوظة وقصورا في التخييل وعدم التمكن الكافي من أدوات التعبير السينمائي، الشيء الذي يعكس ضعفا في تأطيرهم ونقصا في ثقافتهم السينمائية. وإذا ما قارنا بين هذه الأفلام المغربية العشرة وباقي الأفلام المعروضة خارج المسابقة، أي الأفلام الإسبانية (11 عنوانا) وأفلام “أدامي – كان 2019” (5 عناوين)، نجد الفرق شاسعا على عدة مستويات. لقد تمتعنا كسينفيليين بالأفلام الإسبانية أكثر من غيرها نظرا لجدة كتابتها السينمائية وإقناعها على مستويات التشخيص والتصوير والموسيقى والمونتاج وغير ذلك من أدوات التعبير السينمائي، وخاب أملنا في أفلام فرنسا والمغرب.
نتمنى من منظمي مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة في دوراته القادمة أن يكونوا صارمين في اختياراتهم للأفلام المبرمجة داخل المسابقة الرسمية وخارجها تفاديا للخلط بين الجودة والرداءة، فمشاركة المغرب بفيلم جيد واحد أفضل من مشاركته بأفلام عديدة لا طعم لها ولا قيمة.
من طنجة: أحمد سيجلماسي