تؤمن المخرجة المسرحية المصرية كريمة بدير بحرية المرأة ودورها المؤثر في الحياة وهو ما تعمل على بلورته من خلال أعمال تستمدها من الموروث الشعبي وتقدمها في قالب فني حديث.
وفي مسرحيتها (بهية) تعيد المخرجة الشابة تقديم ملحمة ياسين وبهية برؤية جديدة لقصة الحب التي انتهت بمأساة، اعتمدت فيها بشكل رئيسي على الأداء الحركي للممثلين عوضا عن الحوار ورصعتها برقصات فولكلورية على إيقاعات عالمية جمعت بين الموسيقى الشرقية والغربية.
العرض مدته أقل من ساعة وتقدمه فرقة فرسان الشرق للتراث التابعة لدار الأوبرا المصرية وبطولة هاني حسن وياسمين سمير بدوي وإسلام محمد ورضا رنجو ونوران محمد ونادر جمال.
وقالت المخرجة لرويترز يوم الخميس بعد عرض المسرحية ضمن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي ”التراث الشعبي غني للغاية ومليء بالكنوز التي أتمنى أن يعاد تقديمها على المسرح بطريقة معاصرة حتى يقبل عليها الجمهور“.
وأضافت ”أحاول في أعمالي الدمج بين الموروث الشعبي والمسرح الحديث، والاستفادة من جميع جوانبه سواء الديكور أو الموسيقى أو الإضاءة، وسبق أن قدمت بعض الأعمال بهذا الشكل“.
وسبق لكريمة التي تخرجت في معهد الباليه بأكاديمية الفنون إخراج عرضي (دعاء الكروان) القائم على قصة لعميد الأدب العربي طه حسين و(ناعسة) المستوحى من الموروث الشعبي كما تستعد لتقديم عمل جديد يسلط الضوء على قوة المرأة.
وسافر عرضها (بهية) في مايو أيار إلى الأردن حيث فاز بجائزة أفضل ممثلة من مهرجان ليالي المسرح الحر كما شارك في أغسطس آب بالمهرجان القومي للمسرح المصري قبل أن يحط رحاله بمسرح الجمهورية ليل الخميس.
وبجانب أداء الممثلين الرشيق والديكور والأزياء لعبت الموسيقى دورا مؤثرا في عرض (بهية) وكانت أداة فاعلة في نقل الأحداث والتحكم فيها صعودا وهبوطا.
وقالت كريمة التي أعدت أيضا موسيقى العرض ”اعتمدت التنوع في الموسيقى المصاحبة للعرض وهي في معظمها موسيقى عالمية مزجتها بالتيمة الشهيرة من التراث الشعبي لياسين وبهية“.
وأضافت ”هناك أيضا مقاطع من الموسيقى الهندية وربما لفت هذا انتباه البعض، لكن هذا كان عن قصد لأن من وجهة نظري الموسيقى لغة عالمية لا تخاطب شعبا معينا أو دولة بعينها، وبهية التي أتناولها في العرض ليست هي الفتاة المصرية فقط بل هي رمز يمكن إسقاطه علينا جميعا، فهي أنا أو أختي أو أمي أو القرية أو الوطن أو أي دولة“.
و(بهية) أحد عرضين مصريين ضمن 20 عرضا عربيا وأجنبيا في الدورة السادسة والعشرين لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي الذي بدأ الثلاثاء الماضي ويستمر حتى 19 سبتمبر أيلول.
وعروض المهرجان غير تنافسية وتهدف في الأساس للتبادل الثقافي والتعرف على أحدث الأعمال التجريبية المنتجة عالميا.
طنجة الأدبية-رويترز