تلقى سيد قطب التعليم الابتدائي في إحدى مدارس قريته بمصر، ثم أكمل دراسته في القاهرة ليلتحق بكلية دار العلوم عام 1933، وبعدها مر بالعديد من الوظائف التربوية كالتدريس والتفتيش مع وزارة المعارف المصرية، حتى قررت الوزارة إرساله في بعثة إلى أمريكا عام 1948 ليعود إلى مصر عام 1950، وبعدها عاش تجارب سياسية كالانضمام إلى حزب الوفد، ثم هيئة التحرير، ثم الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين عام 1953، والتي ظل منتميا لها حتى عام 1966 حيث في مثل هذا اليوم صدر عليه حكم الإعدام.
عرف سيد قطب بانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها، وذلك بعد أن ترك هيئة التحرير التي أسستها ثورة 1952،وقبلها ترك حزب الوفد الذي كان يشيد بأفكاره، شارك سيد قطب منذ بدايات الجماعة حيث ساهم في تشكيل الهيئة التأسيسية لها.
ومعروف أن قطب أثناء وجوده في أمريكا كان يكتب مقالات عن الحياة هناك وينشرها في جرائد مصرية، وتأثر بمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا.
وبعد حادث محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر الشهير في المنشية الذي وقع في أكتوبر 1954، ألقي القبض على الكثير من أعضاء الجماعة ورموز الحركة الإسلامية في مصر، ومنهم سيد قطب، حيث حوكم قطب بتهمة التدبير لمحاولة اغتيال الرئيس، وصدر الحكم عليه بالسجن 15 عامًا.
خلال فترة السجن ألف قطب كتابين “هذا الدين”، و”المستقبل لهذا الدين”، وأكمل تفسيره للقرآن من خلال كتابه “في ظلال القرآن”، وهي الكتب التي تبين الفكر السلفي لسيد قطب، وتأثره بمناهج ابن حزم وابن تيمية وحسن البنا، بالإضافة إلى مؤلفات إسلامية أخرى منها “معالم في الطريق”، و”الإسلام والسلام العالمي” – وهو الكتاب الذي ألفه قبل انضمامه للجماعة وجعل قادتها يهتمون بأمر قطب ومؤلف “في التاريخ فكرة ومنهاج”، و”خصائص التصور الإسلامي ومقوماته”، بالإضافة إلى مجموعة المقالات التي نشرتها جريدة المسلمين التي تصدر في لندن بعنوان “لماذا أعدموني” والتي يقال أنها الشهادة التي كتبها قطب بخط يده قبل إعدامه.
أفرج عن سيد قطب عام 1964 بوساطة من الرئيس العراقي عبد السلام عارف، ولكن قُبض على أخيه محمد قطب عام 1965؛ مما دفع سيد للبعث برسالة احتجاج إلى المباحث العامة، فقبض عليه وآخرين من أعضاء الجماعة وقدموا للمحاكمة بتهمة محاولة قلب نظام الحكم والتحريض على الدولة، وحُكم عليه بالإعدام. ونفذ فيه حكم الإعدام يوم 29 غشت 1966.
إعداد: أحلام الضاوي