يتضمن برنامج حفل افتتاح الدورة الثانية لمهرجان المدينة والسينما الدولي، الذي ستحتضنه القاعة السينمائية “أ ب س” بالدار البيضاء ليلة الثلاثاء 24 شتنبر 2019، تكريمين: الأول للمخرج السينمائي والتلفزيوني المغربي القدير عبد المجيد الرشيش، والثاني للنجمة اللبنانية المعروفة مادلين طبر.
ومعلوم أن السينمائي عبد المجيد الرشيش، المزداد يوم 28 مارس 1942 بالقنيطرة، من جيل ستينيات القرن العشرين المتخرج سنة 1963 بدبلوم في التصوير السينمائي من معهد الدراسات السينمائية العليا بباريس (الفيميس حاليا)، إلى جانب زملاء له في نفس الدفعة منهم محمد عبد الرحمان التازي والراحلون أحمد البوعناني وعبد الله الرميلي ومحمد السقاط.
مارس هذا السينمائي البعيد عن الأضواء، على امتداد ما يفوق نصف قرن من الزمان، التصوير السينمائي وإدارته، كما مارس أيضا الإخراج وتنفيذ الإنتاج ومهام تقنية إدارية ابتداء من سنة 1978 (إدارة الإنتاج والإدارة التقنية) داخل مؤسسة المركز السينمائي المغربي، التي عمل بها كموظف من 1964 إلى 2002. كما ساهم مع غيره من السينمائيين المتخرجين من المعهد المذكور وغيره في إنجاز “الأنباء المصورة” وبعض المجلات السينمائية المصورة إلى جانب الأفلام القصيرة التحسيسية والمؤسساتية وغيرها التي كان المركز السينمائي ينتجها آنذاك لفائدة وزارات ومؤسسات عمومية مختلفة.
يعتبر الرشيش من الصناع الأساسيين للأفلام المغربية الوثائقية القصيرة الأولى، التي أنتجها المركز السينمائي المغربي، من قبيل “طاعون القرن” (1964) لمحمد التازي بن عبد الواحد و”النظرة الدائمة” (1965) و”أبناء الحوز” (1970) للراحل إدريس كريم و”عودة إلى أكادير” (1967) للراحل محمد عفيفي و”البساط” (1968) للراحل محمد الزياني…
وبعد تعزيز تكوينه السينمائي بدروس جامعية في الأنتروبولوجيا وتاريخ الفن بالجامعة الحرة ببروكسيل سنتي 1965 و1966، دخل غمار الإخراج بالفيلم الجماعي “ستة وإثنى عشر” (1968) رفقة زميليه محمد عبد الرحمان التازي والراحل أحمد البوعناني، وهو الفيلم الوثائقي القصير حول مدينة الدار البيضاء من السادسة صباحا إلى منتصف النهار الذي يعتبر إحدى العلامات البارزة في تاريخ السينما المغربية، وبعده أخرج بمفرده الأفلام القصيرة التالية: “الغابة” (1970) من بطولة الراحل محمد مجد، “البراق” (1973)، “المسيرة الخضراء” (1975)، “مشاهد صيد بدادس” (1976)، “مسجد الحسن الثاني” (1993)، “سلا، بهاء ذاكرة” (1995)، “تقاسم المياه” (1996)…
تشمل فيلموغرافيته كمخرج ستة أفلام روائية طويلة نصفها أفلام سينمائية وهي: “قصة وردة” (2000)، “الأجنحة المنكسرة” (2004)، “ذاكرة الطين” (2010). أما أفلامه التلفزيونية الثلاثة فهي على التوالي: “سعيدة” (2001)، “الحيرة” (2003)، “نافح العطسة” (2004).
ومن الأفلام الأخرى التي أدار تصويرها نذكر الوثائقي “المكي مغارة” (1983) لكريم بناني والروائي الطويل “كنوز الأطلس ” (1997) لمحمد العبازي… بالإضافة إلى إخراجه لفيلم الفيديو الوثائقي “قصبات وقصور” (1988) وإشرافه على إنتاجه لفائدة وزارة الإسكان…
تكريم السينمائي عبد المجيد الرشيش في افتتاح الدورة الثانية لمهرجان المدينة والسينما بالدار البيضاء، بعد تكريم المبدع مصطفى الدرقاوي في الدورة الأولى، هو بمثابة تكريم جيل من رواد السينما المغاربة ومؤسسي تجاربها الإبداعية الأولى.
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان المدينة والسينما الدولي من تنظيم جهة الدار البيضاء- سطات بشراكة مع الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، وبدعم من وزارة الشباب والرياضة والمركز السينمائي المغربي، وبتعاون مع جامعة الحسن الثاني من خلال كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، والمعهد (الثقافي) الفرنسي وجهات أخرى.
أحمد سيجلماسي