شهد السرد المغربي طفرة نوعية، منذ منتصف القرن الماضي، بلغ صداها إلى العالمية خاصة الرواية والقصة، وقد أسهمت المواكبة النقدية في لفت الانتباه إلى هذه المتون السردية وإضاءة الجوانب المعتمة فيها.
وعلى الرغم من اهتمام النقد بمقاربة مجموعة من التيمات والموضوعات التي يحبل بها السرد المغربي، إلا أنه ظل عاجزا عن ملامسة الكثير منها، مثل تيمة البحر، على الرغم من الأهمية التي شغلتها هذه الأخيرة في جملة من المتون السردية المغربية.
والجدير بالذكر أن تيمة البحر ضاربة بأطنابها في عمق التاريخ الإنساني، إذ شكلت حافزا قويا على الإبداع في مختلف الأشكال التعبيرية والفنية، ويعزى ذلك إلى اقتران البحر – في الموروث الثقافي العربي- بالأدب الشفهي والحكايات الشعبية والملاحم والأساطير والأعمال البطولية (مغامرات السندباد البحري)، فضلا عن كونه يشغل مساحة كبيرة في الثقافة الشعبية، كما يعد البحر مصدر الرزق لبعض الفئات وجسرا للهجرة والعبور إلى الضفة الأخرى، حيث آفاق الحياة أفضل وأرحب، كما اقترن اسم البحر بالأسرار والغموض والحياة والموت.
ومما ينبغي الإشارة إليه، أن البحر اكتسى أهمية بالغة في روائع الأدب العالمي والعربي والمغربي، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: أرنست همنغواي، موبسان، فيكتور هوغو، حنا مينة، عبد الرحمان منيف، إبراهيم جبرا إبراهيم، محمد زفزاف، محمد الدغمومي، محمد عز الدين التازي… حيث حضر البحر في الخطاب السردي القصصي والروائي بصورته المباشرة، باعتباره مكونا من مكونات الكون. فهو فضاء تجري فيه الأحداث، وتتنفس فيه الشخصيات، أو في صورته الرمزية الحابلة بالدلالات والأحلام والآفاق المفتوحة، حيث تحول البحر -في المتون السردية- من صورته الملموسة إلى رموز وأشكال متعددة اقترنت بذاكرة السرد المغربي.
ونظرا لندرة الدراسات في هذه التيمة ارتأينا فتح باب المشاركة في الندوة الوطنية التي سينظمها “الراصد الوطني للنشر والقراءة” في موضوع: “تمثلات البحر في السرد المغربي” يوم الأحد 3 نونبر 2019، ضمن “المعرض الوطني السادس للإبداع والكتاب” بالمركز الثقافي ابن خلدون – طنجة. وذلك حسب المحاور التالية:
1- هل يمكن اعتبار أدب البحر جنسا أدبيا مستقلا بذاته، يتميز بخصوصيته وتفرده، على غرار “أدب الرحلة” نظرا للعلاقة القائمة بين الرحلة والبحر؟
2- ماهي العوامل المتحكمة في ندرة الدراسات النقدية في هذا الموضوع على الرغم من توفر المتون السردية؟
3- كيف يحضر البحر في الخطاب السردي الروائي والقصصي؟ (دراسات تطبيقية).
هي أسئلة أولية مطروحة للنقاش في الندوة، وعليه نهيب بالراغبين في المشاركة، والمساهمة في إثراء النقاش العلمي الهادف إلى بلورة مشروع المواكبة النقدية، وذلك وفق:
1- اختيار أحد المحاور للمشاركة.
2- تتحدد عدد كلمات المساهمة في (3500 كلمة).
3- أن تكون المساهمة مدعمة بالمراجع المناسبة.
4- ترسل المساهمات في ملف (word) مع معلومات الكاتب (الهاتف، البريد الإلكتروني، السيرة الإبداعية).
5- توفر الجهة المنظمة الإقامة والتغذية للمشاركين خلال أشغال الندوة ولا تلتزم بتعويضهم عن التنقل.
6- ستنشر المساهمات في كتاب جماعي بعد انتهاء أشغال الندوة.
7- توجه الدعوة للمشاركين في الندوة بعد عرض مساهماتهم على لجنة متخصصة.
8- إرسال المساهمات قبل 30 غشت 2019 إلى البريد الإلكتروني التالي:
rasid.tanger@hotmail.fr
طنجة الأدبية