الأنوار، الزغاريد، الأحاديث الجانبية -غير المفهومة- تنبعث من هنا، و هناك. الموسيقى الهادئة -ربما- لا أحد يصغى إليها… هى نجمةُ الحفلِ بلا منافس! تقدَّمَ نَحْوَها فى هدوءٍ بالغ، والابتسامة التلقائية العريضة تملأ مساحة وجهه… حَنَا ليقبِّلَ يدها، ويهنئها على هذا الإحتفال الأسطورى، وتلك الأناقة الفريدة التى أنعشتهُ كما ينعش العشبُ الذابل بقطراتِ الندى…نظرتْ إليهِ باستغرابٍ حاد وكأنها تراهُ لأول وهلة!… شعرَ هو بذلك من تعبيراتِ وجهها… أطالتْ النظرَ إليهِ لبضع ثوانٍ… وفجأة أطلقتْ العنانَ لضحكاتها الرنانة… إنه لم يقل شيئاً يثير كل هذا الضحك الهيستيرى الذى انْبَعَثَ منها فجأة!… صمتَ قليلاً… إلتفتَ يمنةً، ويسرة؛ فوجد عيون الناظرين تصوَّب نحوهُ… بَدَا عليهِ الاضطراب، والإنزعاج قليلاً! وتملكته الدهشة والسكون لبعض الوقت!… عَادَ إلى الوراء، وراحَ يراجع تصرفاته منذ أن خطتْ قدماهُ مكان الحفل، لم يجد شيئاً يثير الضحك أو حتى الاستغراب، أيضاً راحَ يتفحَّصْ ملابسه -ربما- وجدها غير مناسِبَة لهذه المُنَاسَبة… فهو دائماً يرتدى الأحدث، والأرقى، والملائم لكل مقام… قررَ على الفورِ أن يسألها عن أسباب هذا الضحك الصاخِبْ، وتلك النظرات؟! تقدمتْ إليهِ… تقهقرَ فجأة عن قرارهِ… وقفتْ أمامه فى صمتٍ، والابتسامة المفعمة بالنضارةِ تتصبب من وجهها، وراحتْ تنظرُ إليه بنهمٍ بالغ!، و… وكأنها تريد أن تحتويه… المحيطونَ بهم -ربما- يعرفون أسباب الضحك، وهو لا يعرف، وربما لا يعرفون، وهو أيضاً لا يعرف… وفجأةً انبعثَ رنينُ المنبه بصوتهِ الصاخب؛ ليأخذه من نومهِ العميق، وحلمهِ الرائع دون أن يعِ ما الذى أضحك نجمة الحفل حينما رأتهُ، وما سبب نظراتها -الغير طبيعية- لهُ؟.
رمضان ابراهيم بشير