تدخّل الأستاذ الباحث في علوم التربية والسوسيولوجيا الدكتور الخمار العلمي بورقة علمية في ندوة “التماسك الاجتماعي والتنوع في نظم التعليم العربية”، وذلك خلال فعاليات منتدى أصيلة الدولي بين الأول والثاني من يوليوز 2019.
مداخلة الدكتور الخمار العلمي (عن المدرسة العليا للأساتذة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله) في محور: “المنظومة التعليمية ورهانات التحول الاجتماعي في العالم العربي”، كانت في الجلسة العلمية الأولى بعد جلسة الافتتاح، إلى جانب وزير التربية الوطنية والأمين العام للإيسيسكو وغيرهم. وفي الجلسة الأولى ذاتها، برئاسة وزير التعليم السابق عبد الله ساعف، كانت كلمات وزراء سابقين عرب ورئيس الوزراء الأردني سابقا، وأسماء وازنة من قبيل كايد هاشم نائب الأمين العام لمنتدى الفكر العربي عمان، ورياض يوسف حمزة رئيس جامعة البحرين، وأحمد ولد سيدي أحمد وزير سابق للتعليم بموريتانيا، وغيرهم.
باقي محاور الندوة توزعت على الشكل التالي: محور الجلسة الثانية “النظم التعليمية واشكالات الهوية الثقافية في المجتمعات العربية”. محور الجلسة الثالثة “النظم التعليمية ورهانات التعددية والتنوع في العالم العربي”. محور الجلسة الرابعة “النظم التعليمية والثورة المعلوماتية الراهنة”. محور الجلسة الخامسة “المنظومة التعليمية ورهانات المستقبل”.
مداخلة الدكتور العلمي في هذا المنتدى لا يمكن للمرء أن ينصت إليها إلا وهو جالس إلى الورقة والقلم، لأنها تلخص كتابا أو كتبا في المسألة الراهنة التي يعيشها العالم، ونعني بها القيم في زمن العولمة وموقع المدرسة من ذلك. بمعنى أدقّ موقع منظومة التربية والتعليم من اختلالات القيم، لاسيما في عالم يشهد اليوم تحولات رهيبة ومتعاظمة على مستوى الذكاء، أو الذكاءات الاصطناعية، والاقتصادات فائقة الرمزية. هذا الوضع الكوني سوف ينتج مفهوما جديدا للمعرفة والسلطة والذكاء (الذكاءات)، بما يؤثر على قيمنا المجتمعية في ظل سياق عولمي لايترك لنا خيارا عدا الانخراط فيه، لكن بنوع من الحيطة والحذر، فننطلق من الكوني فينا (L’universel dans l’individu) نحو المحلي والخصوصي – كما جاء على لسان الدكتور الخمار العلمي- فخصوصيتنا لن تصمد أمام زحف التحولات العالمية المترامية الأبعاد والأشكال، ولن تتحدى هذه القوة، ما لم تنطلق من قيم كونية تمحو الحدود وتصهر النزعات والانتماءات الضيقة في أتون المشترك الإنساني. إنها باختصار ما يسمّى اليوم في سوسيولوجيا العولمة “glocalisme” حسب تعبير الاستاذ الخمار العلمي دائما .
مداخلة رصينة ووازنة ابتناها الأستاذ الباحث في علوم التربية عبر سبع نقاط مهمة، تؤسِّس جميعها لرهان كبير على المدرسة خصوصا، ومنظومة التربية والتعليم عموما، بوصفها أداة لتغيير القيم وترسيخ قيم جديدة ( قيم العقل والحداثة والديموقراطية المبنية على احترام الإنسان واحترام حقوقه).
جدير بالذكر أنّ مداخلة الدكتور الخمار العلمي قد جاءت في إطار فعاليات الدورة الحادية والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي تنظمه مؤسسة منتدى أصيلة من 21 يونيو إلى 17 يوليوز.
سامي دقاقي