ماذا يمكنني فعله
عندما تتهاطل على صدري كدمعة
عدا احتواء مِلحك البارد
تكون في منتصف حُضني الدَّافيء
تشق طريقك نحو الخمسين
بحب جلل
تنكسر مرآة تجاعيدك
في حوضي الثلاثيني بأقل من أشهر خمسة
فتزهر أحواض عديدة
كلما نمت الخيوط الثلجية بيننا
وأكون ما أزال طفلة
تشق طريقها بثبات نحو يدك
اليد التي تحيي جدعي اليابس
هي نفسها اليد المتفرعة التي أقبلها بحنان
وأنا متكومة داخلك
اليد الطويلة الأصابع مثل عازف بيانو
في بار ركنه خافت إلا من شعاعك الأدهى
ترتق خسارات المرتادين
بعزف موغل في الوحدة
ترتق وحدتي بجرح أيامك
تنزع جلدك الكافي لتدفئتي
فأصنع ممرات داخل عروق يدك المُتشعِّبة
أختار ممرّا لا يفضي
أسدُّ به ثقوب قلبي الكثيرة
ثم أشيِّعك لوطني المثوى
وإليه الرجوع..
تتهاطل بكل شرخك الكبير
تنكسر حوافك
ترتطم بداخلي في استدارة هائلة
ماذا لو تركتَ أشلاءك داخلي
أقبلها واحدة واحدة
أنفخ فيك
أهديك من روحي بعض قبس من حياة
أرمم تفاصيلك الكثيرة
أنثر رماد ماضيك ورتابته
أمام عينيك..
أفسح المجال لنظراتك البندقية الملتهبة
يُشعُّ لونهما الفاضح
فأنكشف أمامك أعدُّ خسائري
أترك نفسك لي كاملا
أرعى كل جزء فيك دون ملل
فأنسى نفسي
ماذا أفعل عندما تعاتبني نفسي على خدلاني الكبير
وُعودي الكثيرة التي أخلفها
زهر البنفسج الذي أدسُّ رائحته بيننا
لونه دافيء بما يكفي ليكسر بياض القبور
ماذا لو صنعت لي قبرا بنفسجيا
يُرمِّمُ روحي البالية
أنا وحيدة جدا
مع كل هذا الثَّراءِ في الحب
أبقى وحيدة
أرقب حُزنك المُوارب الذي لا تراه
أخلفك بأغنية كئيبة
أحضن ظلك الطويل كفروع الأشجار
في كل خريف
أحط فوقك بثقل كبير
وأتساءل من دس كل هذا الحزن
من قطف كل هذا الورد
وترك الحديقة فارغة
من زرع يدي في الفراغ
ماذا يمكنك فعله
عندما يتناثر عودي الطويل
وأقاتل بشراسة عن الندوب الكبيرة
التي خلفها الزمن على قلبي
عدا تركي وحيدة
أفتش في ممرات قلبك عن ملجإ
يأوي تشردي الدائم
أيها الحب الجليل
أسكب ماءك الفاتر في طرقاتي القاحلة
فماذا لو نبتت للعيون وردة….
سامية الصيباري