عرفت إحدى مدرجات كلية علوم التربية بالعاصمة الرباط ؛ ليلة الأربعاء 28 ماي 2019 ؛ سمرا رمضانيا / سينمائيا بامتياز من إعداد وتقديم النادي السينمائي التابع للكلية والمشكل من ثلة من طالبات و طلبة الكلية تحت إشراف المسؤولة عن التواصل بها المبدعة ذة مليكة بنضهر .
أتاح اللقاء الفرصة لجمهور الطلبة وعدد من ضيوف الإعلام والفن والعمل الجمعوي.. مشاهدة فيلم ” بيل أو فاص” لمخرجه الفنان حميد زيان الذي يخوض تجربة أول إخراج فيلم سينمائي طويل؛ بعد أن تمرس في مجالات إبداعية متعددة كفنان أولا وكمساعد مخرج للعديد من الأسماء في فن الإخراج من مغاربة وعرب لأفلام سينمائية طويلة؛ وكمخرج للعديد من الأفلام التلفزية فيلم” صفية ” كمثال.
حضور طاقم إنتاج الفيلم ومخرجه وبعض الوجوه السينمائية لكل من: الفنان عبدالقادر بوزيد (منتجا وممثلا) وحميد زيان (مخرجا وممثلا) والفنان محمد خويي ( نجما)والفنانة رجاء خرماز ( متألقة)؛ أضفى على لقاء العرض والفرجة والنقاش نكهة التعايش مع الفنانين عن قرب ( من شاشة العرض إلى أرض الواقع).
بعد مشاهدة الفيلم ؛ احتدم النقاش تفاعليا بين جمهور الطلبة من الحضور والأسرة الفنية للفيلم؛ التي أبانت من خلال تدخل كل من منتج الفيلم عن حيثيات فكرة إنتاج الفيلم والذي كان عبارة عن نصوص مسرحية للفنان محمد الحور.. وعن مشاركة الفيلم في افتتاح مهرجان سينمائي بكاليفورنيا بأمريكا؛ يقول حميد زيان : نال الفيلم إعجاب الجمهور الأمريكي وتفاعل معه بقوة ؛ كما حصل على جائزة؛. و تم عرضه أيضا في كندا حيث نال إعجاب المغاربة هناك ونوهوا بالمستوى الفني للسينما المغربية من خلاله .
وعن إجابة الفنانة رجاء خرماز عن أسئلة بعض الطلبة التي ركزت على أن الفيلم يعالج ظاهرة الخيانة. ألحت رجاء على أن الخيانة جزء من قضية من القضايا المعالجة في الفيلم.. فيما عبر النجم السينمائي الفنان محمد خويي عن سعادته بتواجده في رحاب كلية علوم التربية لمناقشة فيلم سينمائي رفقة طلبة الكلية؛وهذا يدل – كما قال :عن أن هذه المبادرة يجب أن ترسخ في باقي المؤسسات الجامعية والتربوية والتعليمية لتكوين جمهور/فنان يهتم بالفن السابع وباقي الفنون . كما تحدث عن أهمية التشخيص الذي يختلف عن التمثيل في إشارة منه ؛ إلى الفيلم الذي لقي تجاوبا من قبل الجمهور الأمريكي الذي بفضل اللغة العالمية توصل إلى فهم القصد والتجاوب مع الأحداث؛ ألا وهي لغة الإحساس والتعبير الصادق النابع من الدواخل..
” بيل أو فاص” أو لعبة الحظ كعنوان للفيلم في ملصق تعمه عتمة السواد؛ على أرضية لعبة البالز المحذوفة إحدى قطعها؛ بأوجه معبرة لكل من منتج الفيلم الفنان عبدالقادر بوزيد والنجم السينمائي محمد خويي والفنانتين كل من خلود وثورية العلوي؛ يطرح أكثر من استفهام ؛ ويجعل المتلقي / المشاهد يعيش لحظة فضول معرفي يتوخى من خلالها معرفة أحداث الفيلم بشوق؛ للوصول إلى الحدث الأبرز المؤدي إلى ” بيل أو فاص “.
فيلم ارتكز على ثلاث لوحات تيماتية : تحت عنوان :” مغامرات لتحقيق رغبات بدون أدنى حس أخلاقي”
1- ” الخيانة .. ”
2- سلطة النفوذ .
3- ” المحسوبية والزبونية”
– …………………
ولعل صورة الملصق جد معبرة أيضا عن الزيجات التي عبرت من خلال سياق أحداث الفيلم عن سوء أخلاق أصحابها إما بحكم قوة السلطة الممنوحة لعميد الشرطة؛ واستكانة زوجته لجبروته ؛ أو للفارق الزمني في السن الذي يفصل ما بين صاحب المال والجاه.. وزوجته الشابة الفنانة التي مارست خيانة زوجها بشاب فنان يمارس فن النحت كان قد استقطبه الزوج ليعمل بمنزله كنحات لقطع فنية؛
فتطورت العلاقة من إعجاب إلى رصد حالة الخيانة التي بسببها أجبر الزوج الشاب/ الخائن بتأدية زوجته الخائنة قطعة نقدية من فئة درهم واحد. هذه القطعة النقدية التي أصبحت رمزا لعقاب الزوجة الخائنة كلما لاح بها في الهواء؛ إلا وتغيرت نفسيتها وأحست بكبر الجرم المرتكب..
بالإضافة إلى ضحايا العميد من الشابات اللاتي كان يغريهن بالزواج وبالعمل كالأستاذة التي ستمارس عليه لعبة ” بيل أو فاص ” أيضا؛ كانتقام منه بعد أن أتيحت لها الفرصة للدخول إلى قعر داره لتدريس ابنه مادة الرياضيات التي كان ضعيفا فيها؛ والتي من خلال استدراج الأستاذة للإبن في حوار عن طبيعة عمل أبيه؛ ومعرفة صورته؛ تمكنت من ممارسة ترصده في ملهاه الليلي؛ وإغراءه واستقطابه لليلة سيعيش فيها حالة استيقاظ لحظات الظلم التي كان مارسها عليها وعلى باقي ضحاياه..
ضف إلى ذلك علاقة الفنان/الخائن مع إحدى فتيات حيه؛ والتي كان يحلم بالزواج منها ؛ إلا أنه
بعد نجاحها في مباراة للشرطة؛ غضت الطرف عنه ؛ بحكم قصر ذات يده؛ خاصة أن عميدها وعدها بالزواج ؛فبعدما قضى منها وطره؛ تركها ضحية كباقي ضحاياه.
الفيلم على العموم يرصد ثلة من الأعطاب الاجتماعية التي يعج بها مجتمعنا؛ كما تعج بها باقي المجتمعات التي تتقاطع معنا في حلقات مسلسل الرفع من شأننا الثقافي والفكري والسياسي والتنموي والاجتماعي.. عبر مسار حياة ثلاث شخصيات كل من : رضا وأحلام وليلى . عبر عنه بكتابة سيناريو منسجم وبأحداث متعاقبة من قبل الفنان المسرحي محمد الحر؛ وبكاميرا راصدة لتطورات الأحداث من مختلف الزوايا؛ وبصورة أنيقة ومعبرة للمخرج حميد زيان في أول تجربة له لفيلم طويل؛ وبتشخيص للأحداث لنجم الدراما المغربية والشاشة الكبرى الفنان محمد خويي وكل من الفنانات: رجاء خرماز – ثورية العلوي – نجاة الخطيب –نزهة عبروق – سكينة درابيل –إنصاف زروال – مريم سيف الاتحاد . ومن الفنانين كل من : عبدالقدر بوزيد – حميد زيان – عبدالسلام بوحسيني – سعيد البحري – أحمد الناجي – بنعبدالله الجندي – والطفل بوزيد .
أشرف على إنتاج الفيلم شركة ” طقوس” وهي وليدة فرقة مسرح الفصول؛ التي يشرف على إدارتها وتدبير شؤونها الفنان عبدالقادر بوزيد.
للإشارة : تم إنتاج فيلم ” بيل أو فاص ” عبر تموين ذاتي لشركة ” طقوس” دون دعم مؤسساتي من الجهات المختصة في إنتاج السمعي البصري أو المركز السينمائي المغربي..
وهو فرصة/ دعوة للجمهور القارئ لمشاهدة الفيلم الذي يعتبر نقلة نوعية في معالجة ظواهر اجتماعية؛ برؤية فنية تتخذ من الصورة رسالة تبليغ ؛ ومتعة مشاهدة وتتبع..
عبدالكريم القيشوري