في إطار أنشطته الثقافية النوعية والهادفة نظم منتدى الوحدة للدراسات والأبحاث في العلوم الإنسانية بتاونات، بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة بتاونات، وفيدرالية الوحدة للتنمية، وجمعية الزريزر للتنمية والتعاون، لقاء تواصليا مفتوحا مع الباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري تحت عنوان ” إنارات سوسيولوجية من أجل الإنسان”، وذلك يوم الخميس 2 ماي 2019 مساء، بقاعة العروض بدار الشباب الوحدة، بمدينة تاونات. .
توزعت أشغال اللقاء على جلستين: جلسة افتتاحية وجلسة علمية. أدار الجلسة الافتتاحية الفاعل التربوي و الجمعوي أحمد السامري، وتم فيها تقديم كلمات كل من السادة المدير الإقليمي لوزارة الشباب محمد الحمداني، وكلمة رئيس شعبة السوسيولوجيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس سايس التابعة لجامعة محمد بن عبد الله بفاس، وكلمة رئيس فيدرالية الوحدة للتنمية محمد العزوزي، و كلمة منتدى الوحدة للدراسات و الأبحاث في العلوم الإنسانية الإطار المنظم للقاء.
وختمت الجلسة الافتتاحية بفقرة موسيقية قدمها الفنان الملتزم عبد السلام اقسيسم أبو العزم.
قام بتسيير الجلسة العلمية الفاعل الجمعوي والأكاديمي عبد العزيز بنعيش، والذي قدم ورقة تعريفية بالباحث السوسيولوجي د. عبد الرحيم العطري وانشغالاته وأنشطته الثقافية والأكاديمية، كما قدم ورقة تأطيرية للقاء التواصلي ركز فيها على المحاور الجديرة بالتناول والنقاش، والتي لا تخرج عن التنمية الشاملة في أبعادها المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وذلك من وجهة نظر سوسيولوجية، وذلك في إطار انتظارات المنتدى فضلا عن انتظارات الحضور المتوقعة.
بعدها تناول الكلمة الباحث د. عبد الرحيم العطري الذي استهل كلمته بالكلام عن تاونات، وفضائها العام، وذكرياته وصلاته به، لينتقل للخطوط العريضة لمداخلته التي انشغلت بسؤال الوطن في اشتباكاتة مع السؤال التنموي، محددا المعيقات التي تسيج المشروع التنموي التي سماها آليات الحصر، وطرح في سياق ذلك مجموعة من التساؤلات: لماذا نحن في ورطة؟ كيف نفهم هذا الحصر وآلياته؟ المجتمع إلى أين؟ كيف هي الصورة الاجتماعية ؟ من انتصر في الصراع الإجتماعي؟ لماذا فشل النموذج التنموي؟ وحدد المعيقات في أزمة الانتقال في المغرب مسنحضرا بعض القضايا من قبيل الفوضى الاجتماعية.. أزمة الوساطة.. أزمة الثقة.. التفكيك و التذرير (من الذرة) التفريخ الجمعوي.. الانتهازية.. استغلال الفقراء ضمن سياسة القروض الصغرى…
و عن الوصفة العلاجية للإشكال التنموي ذكر بضرورة التسلح بالمحبة ومقاومة التفاهة في الفضاء العام، و المبادرة، و تقوية المجتمع المدني، و الانتصار لقيم العمل والزمن والطبيعة. .
وعرفت الجلسة، بعد الإنارات التي قدمها الباحث في موضوعات مختلفة، تفاعلا قويا من طرف الحضور النوعي من خلال المناقشات والأسئلة التي تميزت بالعمق والتركيز والجرأة العلمية، والتي تفاعل معها الباحث قبل إنهاء الجلسة العلمية.
وفي فقرة فنية فاصلة، واستحضارا لتاونات، تم الاحتفاء بها من خلال قصيدة شعرية بعنوان : “تاونات يا نوارة” من إبداع وإلقاء الشاعر عبد العزيز بنعيش.
وفي إطار ترسيخ ثقافة الاعتراف تم تكريم الأستاذ الباحث وبعض الضيوف، كما تم توزيع شواهد تقديرية. وانتهى هذا العرس الثقافي بشكر المنتدى للجميع، والتأكيد على مواصلة العمل من أجل التجويد الثقافي في أفق التنمية المنشودة، وبحفل توقيع إصدرات الأستاذ الباحث الدكتور عبد الرحيم العطري.
وقد عرف هذا العرس الثقافي نجاحا متميزا، سواء على مستوى الحضور النوعي الوازن، أو على مستوى المادة العلمية الدسمة، أو على مستوى التنظيم المحكم.
متابعة: محمد العزوزي