بأزياء وديكور ورسوم ونقوش فينيقية علقت على الجدران افترش طلاب الجامعة اللبنانية في بيروت باحة جامعتهم لأداء عرض مسرحي ضمن بحث علمي يستعيد تاريخ المنطقة ويحمل عنوان ”اسمعك يا فينيقيا“.
الحدث هو تجسيد لتاريخ الفينيقيين الذي يمثل جزءا من تاريخ لبنان حيث تم تصميم سفينة تسع 18 بحارا بطول عشرة أمتار بالإضافة إلى ألبسة للملك والملكة وألبسة وأسلحة للمحاربين.
وتجمع أكثر من 60 طالبا وطالبة من كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية في حلقات وارتدوا الثياب التي ترمز إلى مرحلة فينيقية نشأت في شرق البحر الأبيض المتوسط وغرب الهلال الخصيب قبل أكثر من خمسة آلاف عام.
وأدى الطلاب أمام أساتذتهم والجمهور أدوارا في فناء مفتوح واستخدموا الأبجدية الفينيقية التي كانت بارزة على الجدران المصنوعة لهذا العمل.
جاءت حوارات العرض لتكشف عن حضارة قديمة كانت تشمل المناطق الساحلية في شمال فلسطين ولبنان وجنوب سوريا وصولا إلى قرطاج.
وجسد طلاب الدراسات العليا في الجامعة اللبنانية أدوارا تمحورت حول الحب والتجارة وعلاقة الشعب بالملك الذي كان يرسل الشباب للتجارة عبر البحر حيث لا يعودون.
وتخلل العرض رقصات بالزي الفينيقي ومعارك وحروب دارت رحاها على المسرح بالسيف والترس والمنجنيق. وقد رافق صوت الفنان خالد العبدالله بالغناء هذه العروض.
واستخدم الطلاب الأقمشة والفلين والكرتون والحديد والنحاس والجلد والبلاستيك والخشب وكل المواد الخفيفة في هذا العرض.
وقد نظم هذا العرض قسم الدراسات العليا التخصصية في السينوغرافيا بكلية الفنون والعمارة بالجامعة تحت إشراف رئيس القسم علي مسمار الذي تولى الإخراج مع زميله أحمد زراقط.
وقال مسمار إن الإعداد لهذا العرض استغرق نحو ستة أشهر معتبرا أن ”ما أنجزه طلاب الجامعة هو تجسيد للتاريخ الحقيقي عن منطقة اخترعت الحرف واللون والتجارة وبنت أول سفينة تجارية في العالم.“
وأوضح مسمار أن هذا العرض هو عمل تمهيدي يهدف لإنتاج أول فيلم عن تاريخ الفينيقيين في العالم.
وأضاف ”لقد أنهينا الخرائط التنفيذية للمدينة الفينيقية وما نشاهده اليوم هو مجرد تمهيد للمشروع الكبير عن الفيلم السينمائي“.
وقال مسمار إن الفينيقيين تميزوا عن بعض شعوب المنطقة ”بالسفر والتجارة وقدراتهم على التأقلم بدليل أنهم أبحروا وبنوا مستوطناتهم في مختلف أنحاء البحر الأبيض المتوسط، هم شعب حمل ثقافته على متن سفنه وأبحر بها“.
وقد صمم الديكورات والملابس كل من وليد دكروب ورفيق الأشقر فيما مولت الجامعة اللبنانية هذا العمل بمبلغ لم يتجاوز الخمسين مليون ليرة لبنانية (حوالي 33207 دولارات).
وقال رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب إن الجامعة استطاعت ضمن إطار تمويل الأبحاث لديها أن تطور وتمول بحثا علميا ذا طابع ثقافي في استعراض فني.
إعلان
وأضاف أيوب ”هو نشاط مميز يسلط الضوء على تاريخنا فنحن شئنا أو أبينا نشكل جزءا من هذا الشاطئ الذي تواجدت عليه مجموعة من السكان جاءوا من اليمن وأسسوا لتاريخ حلو على هذا الشاطئ الممتد على الساحل العربي“.
وأعلن أيوب أن الجامعة اللبنانية تسعى إلى تطوير أبحاثها وتضاعف الأموال سنويا لخدمة الأهداف العلمية. وقال ”كل سنة ورا سنة سترون أبحاثا جديدة ممولة من قبل الجامعة لأن لدينا طاقات كبيرة على مستوى الطلاب والأساتذة“.
طنجة الأدبية-رويترز