إستقبل الأديب ناجي نعمان في داره ومؤسَّسته للثَّقافة بالمجَّان، وفي إطار الموسم الحادي عشر لصالونه الأدبيِّ الثَّقافي، المُؤرِّخَ الدُّكتور إميل معكرون، ضيفًا مكرَّمًا في “لقاء الأربعاء” الخامس والسِّتِّين.
نعمان
رحبَّ نعمان بالضَّيف وبالحضور، فقال: “الزَّمَنُ لِشَوقي، لِلقِيام للمُعَلِّمِ وإيفائِه التَّبْجيلا، لِذا، أَقِفُ اللحظةَ أمامَ أُستاذي فصديقي إميل مَعكَرون، إِجلالاً وتَبْجيلا. والسَّاعةُ للعَودةِ في الزَّمنِ إلى زَمَنِهِ الجميل، لِلعَودةِ بلُبنانَ إلى القَرنِ العِشرينِ الَّذي طَبَعَهُ آلُ إِدَّه، إميل وريمون وبيار، رئيسًا وعَميدًا ووزيرًا، بطابَعٍ خاصٍّ قِوامُه، في الحَدِّ الأدنى الاستِقامةُ واليَدُ النَّظيفة، وفي الحَدِّ الأقصى الوطنيَّةُ والتَّفاني في خدمةِ لبنان”.
الحاج
وتكلَّم الدُّكتور يوسف كمال الحاج، قائلاً إنَّ إميل معكرون “يختزنُ في خبرته العلميَّة السَّاطعة مثلَّثًا ذهبيًّا هو مزيجٌ من تبحُّر وجرأة وصفاء، وهو المزيجُ الأمثلُ لمُقاربة الحقيقة العاصية”. فقد “صرفَ عمره متبحِّرًا في الواقعات من مصادرها الصَّعبة، وجنَّد جرأته للجهر بما يعاكس مُجترَّات الحَوليَّات الضَّحلة، وجنَّد الصَّفاء المَحض في نيِّرته ليفتِّق الحُجُب عن مكامن الصَّواب الرَّهيف في متاهة الأحداث المتكدِّسة، متسلِّحًا بلغةٍ مَسبوكةٍ ديكارتِيَّة الجلاء”.
وأضاف قائلاً: “أحبَّ أن يكرِّسَ معظم مساره المهنيّ للتدريس، فنعمَت ألوفٌ مؤلَّفةٌ من تلامذة المدارس وطلاَّب الجامعات بنُبوغه المُتَبَركِن مُرتسمًا بألمعيَّة أخَّاذة من على منبر الصَّف. كان كمِثل سقراط الذي آثرَ دومًا توليدَ التَّفكير الذَّاتي لدى تلامذته كي يزحزحوا بأنفسهم حجرَ الجهل عن بصائرهم”.
وأنهى الحاج قائلاً إنَّ المفاجأة الكبرى الَّتي اكتشفها في معكرون كانت الشخصيَّة الآسرة الَّتي اكتشفَها خلف تجهبُذه، و”قوامُها الصِّدق والوفاء والشَّرف وكرم النَّفس وخفَّة الظِّلّ”. ووجدَ أنَّ “الرَّجلَ مُتعةٌ للرُّوح مثلَما هو مأدبةٌ للعقل”.
معكرون
وحاضرَ إميل معكرون، بأكاديميَّته المَعهودة، في موضوعٍ اختارَ له عنوانًا: “دور الأقطاب إميل وريمون وبيار إدِّه في خدمة لبنان”؛ مُختَصِرًا بحثًا تاريخيًّا مُطَوَّلاً سيَجري نشرُه كاملاً في كتاب الصَّالون السَّنويّ على ما وعدَ نعمان.
وقد سردَ معكرون على الحاضِرين وقائعَ في سيرة الأقطاب الثَّلاثة، “الثَّالوث” بحَسَبِه، ابتداءً من قيام لبنان الكبير، وانتهاءً بوفاةٍ كُلٍّ منهم، مُبَيِّنًا، بالمراجع والبراهين، ومن طريق التَّحقيق بالأحداث، جُملةً من الحقائق الجديدة، والمواقف الوطنيَّة، وحتَّى بعضَ المواقف الطَّريفة.
مُداخلاتٌ وشهادة
وبعد مُداخلاتٍ من بعض الحاضرين، سلَّم نعمان ضيفَه شهادةَ التَّكريم والاستضافة، وانتقل الجميع إلى ضيافة المناسبة، وإلى توزيع مجَّانيٍّ لآخر إصدارات مؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان ودار نعمان للثَّقافة والأصدقاء. وجال الحاضرون في مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة وصالة متري وأنجليك نعمان الاستعاديَّة.
***
هذا، وتميَّز اللِّقاء بحضور جمهرةٍ من مُحبِّي التَّاريخ والفن والثقافة والأدب، من مِثل الشُّعراء والأدباء والفنَّانين والدَّكاترة والأساتذة: عبده لبكي، إميل كبا، جان معكرون، غيفارا معوَّض، روكز رزق، جوزِف أبو نهرا، جورج مغامس، جوزِف مسيحي، خليل معكرون وقرينته نهلا، جورج بواري، حنَّا جحا، ميشال كعدي، سمير العنيسي، سيمون عيد، بهيج مخُّول، ماري تيريز الهوا، جورج طحطوح، حياة طحطوح أبو شبكة، شربل شربل، فرنسوا حدَّاد، جورج بارود، أنطوان خوري، ريمون مدلج، أندره غابي، جوزف نصر، جو معوَّض، شارل رزق الله، ميشال زكريَّا وعقيلته نورما، ليلي بركات، سمير البستاني وعقيلته إيلين، جوزف جدعون، شربل شهوان، بركات بركات وعقيلته لميا، جان-كلود جدعون، إلى عقيلة المُحتفى به دورا، وولداه: رامي وعقيلته برت، وستيف، وابنته رينا وزوجها جوزف الشَّرتوني.
طنجة الأدبية