تحت عنوان “في ضيافة فن الهايكو”، احتفى الصالون الأدبي بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة بهذه التجربة الفنية الناشئة، وذلك يوم السبت 23 فبراير 2019، في أمسية علمية وشعرية متميزة، أدارها باقتدار الأستاذ مولاي أحمد الكمون، وشارك فيها الشعراء سامح درويش ورشيد قدوري ومريم لحلو بقراءات إبداعية عميقة متميزة، أطرتها مداخلة تحت عنوان “شعرية الهايكو وسؤال القيمة المضافة”، للشاعر الناقد الطيب هلو الذي خلص إلى أن هذا الفن القصير يمتلك طاقة مهمة على تحقيق التكثيف، عن طريق شحن النص بمضمرات كثيرة تمنحه إمكانية القراءات المتعددة، ليصبح نصا لا يستنفده التأويل، أما إذا لم يتحقق له التكثيف اللازم، فيصبح مجرد نص تجريبي شكلي فارغ يتمركز حول ذاته، ويُنسى بمجرد الانتهاء منه قراءة أو كتابة، عكس النصوص المكثفة التي لا تموت. ولعل هذه المسألة ستكون أهم قيمة مضافة لفن الهايكو إذا ما كان شعراء الهايكو والمتحمسون له يعتبرونه مشروعا جماليا هدفه كتابة فن جميل ومفيد، أما إذا ما استسلموا لشهوة وسائط التواصل الاجتماعي القاتلة، ولاسيما الفيسبوك، فإنه سيكون مجرد موضة عابرة.
هذا وأعقب فقرات الأمسية لقاء مفتوح مع الجمهور المهتم، اشتبكت فيه كثير من الأسئلة الوجودية والتاريخية والفنية التي تكتنف هذه التجربة الآتية من حكمة الشرق البعيد، والتي تمكن الإجابة عن بعضها من إنضاجها، والعمل على استضمارها في بنية الشعرية العربية.
طنجة الأدبية
