صدر للناقد السينمائي سليمان الحقيوي كتاب نقدي جديد، بعنوان الخطاب السينمائي قضايا في التلقّي والتأويل، عن دار النشر سليكي إخوان بطنجة، وهو عمله النقدي الثالث، بعد كتاب سحر الصّورة السينمائية (دار الراية ) 2013، ونقد السينما الامريكية (دار الراية) 2015، يقع الكتاب في الذي يأخذنا إلى موضوع تلقي الخطاب السنيمائي ومعه خطاب الصورة عموما في 150 صفحة من القطع الكبير. ومما جاء في مقدمة الكتاب” هل فكّرنا يوما فيما يهم معرفة القارئ عن السينما والصورة؟ أو ما يفيده فيها من قضايا؟ فتَلَقّي الفن في البلدان العربية، لطالما كان تلقيا مضطربا، فلم تعش الفنون عبر تاريخنا الطويل، سوى بضعة عقود من الحرية، وما بقي من التاريخ العربي كان الفن يتنفس فيه في إطار ضيق وخانق، كان عليه أن يتحايل من أجل أن يجد موطئ قدم في صراع خفي ومعلن لم يكن فيه طرفا أقوى إلا في فترات قصيرة تعدّ بالسنوات لا بالعقود. وقد كان حظ الصورة من بين باقي الفنون الأخرى حظا سيئا”.
وتتوزّع فصول الكتاب إلى قسمان كبيران، الأول منهما خصّصه الناقد لمقاربة مجموعة من القضايا والتي عالجها تحت عنوان -قضايا في التلقي- ومن هذه القضايا، نقرأ مدخلا خاصا بتعريف الصورة على اختلاف المجالات المعرفية التي تداولتها، وفي نفس القسم أيضا، يعالج موضوع السينما وحدود التلقي، ثم ينتقل الكتاب إلى دراسة علاقة الأدب بالسينما من مداخل مختلفة، منها نقل الرواية إلى الشاشة وتمثلات القارئ والمشاهد حول ما يقرأ وما يشاهد من أعمال سينمائية وروائية.
ونقرأ أيضا عن النقد السينمائي ومعاركه، فيتعرّض الكتاب إلى مختلف العوائق الكبرى التي يواجهها النقد في العالم العربي. ثم يعالج الكتاب عوائق تلقي الفيلم الجميل… السينما والعنف، القبلة في السينما والحلم بنقل لغة الفيلم…
أما القسم الثاني فيعالج قضايا متعلقة بالتأويل ومن هذه القضايا، اضطهاد الصورة وحكاية الصورة مع المنع، وينتقل الكاتب بعدها لدراسة حدود الفن والأخلاق في السينما، والسينما بين الابداع والإنتاج، والسينما والربيع العربي، والسينما والثورة.
ينتهي الكتاب في خاتمة إلى ضرورة العودة إلى الكثير من القضايا المتعلقة بتلقي الفن والسينما عموما، في زمن تضيق فيه المعرفة بالصورة ويكثر فيها استهلاكها.
طنجة الأدبية