يعتزم متحف إسرائيلي إزالة تمثال يصور المهرج رونالد ماكدونالد رمز سلسلة مطاعم ماكدونالدز للوجبات السريعة وكأنه المسيح المصلوب بعد احتجاجات وحدت الأقلية المسيحية في البلاد مع وزيرة الثقافة الإسرائيلية وفنان مؤيد للفلسطينيين.
وكان التمثال وهو بالحجم الطبيعي القطعة الرئيسية في معرض عن النزعة الاستهلاكية والدين. وتظهر أعمال فنية أخرى السيد المسيح والسيدة العذراء مريم مثل الدميتين كين وباربي.
وتحولت الاحتجاجات إلى العنف يوم الجمعة. وقالت الشرطة إنها اعتقلت رجلا للاشتباه في أنه قام بأنشطة عدوانية وإنها تبحث عن رجلين آخرين ألقيا قنابل حارقة على متحف حيفا للفنون.
وقالت الشرطة إن ثلاثة من أفرادها أصيبوا عندما حاول عشرات المحتجين اقتحام المتحف. وجرى تحطيم واجهات زجاجية في مدخل المتحف. واستمرت الاحتجاجات يوم السبت.
وقال نيقولا عبده وهو أحد سكان حيفا ممن شاركوا في الاحتجاجات ”إحنا هون بنستنكر هاي التحف المشينة، بصفتي مسيحي وأنا بأمثل دور القديس نيقولاوس فأنا باستنكر هادا الشيء وأنا أعلنت الإضراب الشامل“.
وقالت رئيسة بلدية حيفا إينات كاليش روتيم يوم الخميس إن التمثال سيزال من المعرض بعد تشاور مع قيادات الكنيسة.
وأضافت على تويتر ”التمثال سيزال ويعاد (إلى الجهة التي قدمته) في أسرع وقت ممكن. نأسف للإزعاج الذي تعرض له المجتمع المسيحي … والإصابات الجسدية والعنف اللذين صاحبا ذلك“.
ولم تقل متى سيزال التمثال لكن كان من المقرر أن يعاد بنهاية الشهر إلى المتحف الفنلندي الذي أعاره العام الماضي.
ووجد المسيحيون العرب، الذي يشكلون اثنين في المئة من سكان إسرائيل، ممثلا للتعبير عن غضبهم في وزيرة الثقافة ميري ريجيف التي حولتها انتقاداتها لأي عمل يعتبر مؤيدا للفلسطينيين إلى بطلة في عين اليمين الإسرائيلي.
وهددت ريجيف بخفض التمويل الحكومي للمتحف معللة ذلك بإثارة الحساسيات الدينية. لكن وزارة العدل رفضت مثل هذا التحرك قائلة إن الوزيرة لا تملك مثل هذه السلطة.
وطالب نحات التمثال الفنلندي ياني لينونين بإزالة المعرض لأنه يقاطع إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين.
وقال عمر البرغوثي أحد مؤسسي حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها ”الفنان الفنلندي صاحب هذا العمل المثير للجدل كان يهدف لأن يكون عمله انتقادا للنزعة الاستهلاكية وعالم الشركات التي تعتبر شعاراتها من المقدسات. إنه يدعم حركة المقاطعة ولا يريد المشاركة في منبر فني يغسل النظام الإسرائيلي من الاحتلال والفصل العنصري“.
ورأى آخرون في قرار يوم الخميس فرصة للمصالحة.
وقال وديع أبو ناصر وهو مستشار لزعماء الكنيسة المحلية ”الفائز اليوم هو سكان حيفا.. إزالة هذا التمثال تعكس رغبتنا في التعايش المشترك في المدينة“.
طنجة الأدبية-رويترز