غصت القاعة الكبرى للمركب الثقافي مولاي رشيد بالدار البيضاء ، ليلة الجمعة 23 نونبر الجاري، بجمهور غفير حج إليها لمشاهدة فيلم ” نوح لا يعرف العوم ” واللقاء بمخرجه وبطله الفنان الكبير رشيد الوالي، الذي تم تكريمه بهذه المناسبة من طرف النادي السينمائي لسيدي عثمان، الجهة المنظمة للتظاهرة.
وقبل عرض الفيلم رحب رئيس النادي السينمائي عبد الحق المبشور بالحاضرين وشكر كل المدعمين لأنشطة النادي وعلى رأسهم المنتخبين والفاعلين الجمعويين والفنانين والمثقفين وطلبة الكليات وممثلي المنابر الإعلامية ورواد النادي السينمائي لسيدي عثمان وغيرهم، كما شكر بالخصوص الفنان المحبوب رشيد الوالي، الذي ترك بلاتو التصوير مؤقتا ليتمكن من حضور هذا اللقاء السينمائي مع جمهوره بالأحياء المجاورة للمركب الثقافي مولاي رشيد وغيرها.
وفي شهادتين صادقتين في حق المحتفى به تحدث كل من الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي والممثل الحاج حسن فلان عن رشيد الوالي الفنان والإنسان، وأشار كل منهما إلى خصاله الحميدة والمجهودات التي يبذلها من أجل الدفع بفنون الفرجة إلى الأمام.
وفي كلمته عبر الممثل والمخرج والمنتج رشيد الوالي عن سعادته الغامرة بهذا التكريم وفرحته وهو يتقاسم مع ساكنة سيدي عثمان متعة مشاهدة فيلمه الجديد ” نوح لا يعرف العوم “، كما شكر النادي السينمائي على مبادرته وعبر عن حبه الكبير لجمهور سيدي عثمان الذواق معتبرا تصفيقاته الحارة بمثابة جائزة تاسعة تنضاف إلى الجوائز الثمانية التي حصل عليها فيلمه لحد الآن.
بعد تقديم درع التكريم وباقة من الورد للمحتفى به وأخذ صور توثق للحدث، تم عرض فيلم ” نوح لا يعرف العوم ” ..
تجري أحداث هذا الفيلم سنة 1950، وتتمحور حول شخصية ” نوح “، وهو رجل أرمل وأب لطفل ولد بدون ذراعين .. ماتت زوجته غرقا في النهر لأنه لا يعرف العوم.. كما تتمحور هذه الأحداث أيضا حول الطفلة ” جومانة ” ، أعز وأقرب صديقة لابنه ” عطيل “، التي تتعرض للإغتصاب من طرف زوج أمها شيخ القرية .
ونظرا للتقارب بين جومانة وعطيل ووالده يسعى الشيخ ” البطاش ” إلى إبعاد نوح من القرية ، فيضطر الثلاثة إلى الهرب .. خصوصا بعد قتل جومانة لمغتصبها ورغبتها في التخلص من جنينها .. وتحقيقا لحلم عطيل بمشاهدة البحر..
بعد انتهاء العرض مباشرة نظمت جلسة لمناقشة الفيلم سيرها رئيس النادي السينمائي عبد الحق المبشور وشارك فيها ، بالإضافة إلى الناقد أحمد سيجلماسي والفنان حسن فلان (أحد المشاركين في الفيلم) ، ثلة من المثقفين والفنانين والطلبة والجمعويين ورواد النادي وغيرهم … تمحورت تدخلات وتساؤلات الحاضرين حول مضمون الفيلم والقضايا الإجتماعية التي تناولها (زنا المحارم، الأطفال في وضعية إعاقة، وضعية المرأة، الشطط في استعمال السلطة…) وحول دلالات أسماء من قبيل ” نوح ” و ” عطيل ” و ” حومانة ” و ” البطاش ” و ” عائشة “… كما تم التطرق لبعض الجوانب الفنية والتقنية في الفيلم من قبيل تشخيص الممثلين وتوظيف الموسيقى وفضاءات التصوير وإيقاع الفيلم وانتسابه في جزئه الثاني إلى جنس ” أفلام الطريق ” وغير ذلك .. وانتهت هذه المناقشة المثمرة، التي لم يتمكن الفنان رشيد الوالي من حضورها بسبب إكراهات مهنية، إلى خلاصة مفادها أن طاقم الفيلم الفني والتقني بذل مجهودا كبيرا، رغم ظروف الإنتاج المجحفة، ليبدع عملا سينمائيا مشرفا وممتعا ومفيدا.
طنجة الأدبية