الرئيسيةأخباردار الشعر بمراكش تواصل انفتاحها على الجنوب و”أنظام” (الشاعر) يصدح في دار الثقافة قلعة مكونة

دار الشعر بمراكش تواصل انفتاحها على الجنوب و”أنظام” (الشاعر) يصدح في دار الثقافة قلعة مكونة

واصلت دار الشعر بمراكش استراتيجيتها في المزيد من الانفتاح على مدن وجهات المملكة بالجنوب المغربي، وهكذا نظمت الدار لقاء شعريا موسوما ب”أنظام” (الشاعر)، ضمن فقرة تحتفي بألسن الشعر المغربي في تعدده، بتنسيق مع المديرية الاقليمية لوزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة ورززات ودار الثقافة قلعة مكونة، السبت الماضي، 10 نونبر بفضاء دار الثقافة قلعة مكونة.
وتأتي هذه المبادرة تأكيدا لاختيار دار الشعر بمراكش، أن لا”هوامش” في تنظيم اللقاءات الشعرية، والمنجز الشعري المغربي منفتح أكثر على تجارب وحساسيات مختلفة، من كل المناطق والجهات والمدن والدواشر المغربية. وشهدت فقرة “أنظام/الشاعر” مشاركة الشعراء: الحسين سفير، مريم الأمغاري، حميد الشمسدي، فاطمة زروقي، فيما أحيت أحد الفرق التراثية المشهورة بالمنطقة، فرقة “تزويت” أحيدوس، الفقرة الفنية. وسهر محمد زوكني، أحد الوجوه الشابة بقلعة مكونة على تنشيط هذا اللقاء.
وأكد الشاعر عبدالحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش في مفتتح اللقاء، على الأهمية التي تكتسيها استراتيجية الدار في تنظيم اللقاءات الشعرية بعمق الجنوب المغربي، حرصا على تكريس “التنوع الثقافي المغربي” ورغبة في مشاركة أوسع لأصوات جديدة من مختلف الأجيال الشعرية. وامتزجت قراءة الشاعر الأمازيغي لحسين سفير بإيقاع تراث أحيدوس، في مناجاة يمتزج فيها صوت الشاعر بشدوه الخاص، ويصبح الشعر حينها مزجا خالصا يؤدى.
واختارت الشاعرة مريم الأمغاري، أحد التجارب الحديثة في الشعر الأمازيغي، أن تقرأ نصوصها بوعي خاص بأفق الكتابة الشعرية. نصوص شعرية قصيرة، تمتح من التفاصيل الصغيرة. تقول في قصيدة الأمل: “ما يزال الأمل حيا في داخلي/ مثل شجرة نبتت في قلبي/ جذورها العميقة لا تزال تحفر فيه/ و أزهارها الكثيرة تتساقط كلما أينعت../لكنه سيظل حيا بداخلي/ أسقيه من الأحلام كي لا يموت..”. أما الشاعرة فاطمة زروقي، فتتجه الى أسئلة وجودية، تاركة أناها الشاعرة تحيك أفق القصائد بميسم خاص، لذلك نراها تسأل.. “أحتاج كي تقول لي الى أين مسيري؟/ أحتاج كي تسألني الى أين مصيري؟؟”.
وقرأ الشاعر حميد الشمسدي، أحد رموز القصيدة العمودي في المغرب، بعضا من منجزه الشعري احتفاء بثيمات الحب والهم الوطني والقومي، مازجا قدرات اللغة العربية وإمكاناتها، منوها لفكرة دار الشعر بمراكش، أن تمزج في ليلة شعرية واحدة تجارب عميقة من المنجز الشعري الامازيغي بموازاة تجربة الشعر العمودي في المغرب. يقول الشاعر الشمسدي في أحد نصوصه.. “فَكَانَتْ مِـــنْ دِنـَــــانـِــــكَ مُـشْـتـَـهَــــاةً / وَكُــنْـــتَ كَــأنمَّــــــــــا مـَــلَــــــــكٌ بـَـــدَا ليِ تَـــنَــــــــزَّلَ / مِــــــنْ جِـــــنَـانِ اللهِ رُوحـًـــــــا / خَــلَـــعْــــتُ بـِـــــوَادِ سَـــــكْــــرَتـِــــهِ نـِـعَــالـِــــــي / وكُنْتُ بِمُنْتَهـَــــى عَيْنَيْـــــــهِ سِـــــــدْرًا / وكَانَ ثمُـَــــالـــةً فـَــــــــوْقَ احْتِمَالـِـــــي / لأَسْــكَرَ مِنْ دَلالٍ فِيـــــهِ صِـرْفٍ / وَأَشْــكُـــرَ مُقْلَــتـَيـْـهِ عَلـَـــــى الـدَّلالِ”.
وتجدر الإشارة الى أن هذا اللقاء الشعري شهد مشاركة فرقة “تزويت” أحيدوس، أحد الفرق التراثية، والتي لازالت حريصة على صيانة أحد الألوان التراثية الموسيقية المرتبطة بوجدان المغاربة، وتوجت مشاركتها في فقرة “أنظام”/الشاعر بتقديم لوحات فنية حظيت بتنويه الجمهور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *