أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، برئاسة أمينه العام الشاعر والكاتب الإماراتي حبيب الصايغ، بيانًا بمناسبة اليوم العالمي للترجمة، الذي يوافق يوم غد الأحد الثلاثين من سبتمبر/ أيلول، أكد فيه على أهمية الترجمة، وبالتالي ضرورة دعمها وتأييد أهلها من المترجمين، نظرًا لما تسهم به الترجمة وأهلها من خدمة لحركة الأدب والثقافة من جهة، ومن خدمة للمجتمع على الصعد القانونية والإدارية والإعلامية والمجتمعية بشكل عام.
وقال حبيب الصايغ إن الترجمة، في أساسها، إبداع، ويجب النظر إليها بما هي كذلك، حيث الترجمة مهنة محترمة، وهي البوابة الأولى للتعارف والتفاهم بين الشعوب والأمم، نحو نشر قيم المحبة والعمل والتضحية والسلام والحرية.
وأوضح الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أن الترجمة تقع في صميم اهتمام الاتحاد العام، حيث ينص البند الثامن من المادة (4) من النظام الأساس على أنه من بين أهداف الاتحاد العام: “المساهمة في نقل الإنتاج الأدبيّ العربيّ إلى اللغات الأجنبيّة والتعريف به ونقل الإنتاج الأدبيّ الأجنبيّ من هذه اللغات إلى اللغة العربيّة”.
وأضاف الصايغ أن الاتحاد العام أنشأ مكتبًا نوعيًّا للترجمة، يتولاه في هذه الدورة اتحاد الكتاب التونسسين برئاسة الشاعر الكبير صلاح الدين الحمادي رئيس الاتحاد، وهو الآن بصدد نقل بعض أشعار وقصص لشعراء وأدباء من مختلف الدول العربية إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية. كما أن للاتحاد العام مشاريع سابقة لترجمة أهم 105 روايات عربية صدرت في القرن العشرين إلى اللغتين الروسية والصينية، بدأت في عهد د.علي عقلة عرسان واستمرت في عهد الأستاذ محمد سلماوي، وقد صدر بعضها بالفعل.
وأكد الأمين العام للاتحاد العام أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذل في بعض الدول العربية، مثال إنشاء مركز قومي للترجمة في مصر، ومشروع “كلمة” الإماراتي، والمسرح العالمي في الكويت، ومبادرة “تحدي الترجمة” ومعهد تونس للترجمة، وحركة الترجمة ضمن مشروع الشارقة الثقافي، والجهود المماثلة في دول أخرى، فإن حجم المنقول من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية في المعارف جميعًا لا يزال ضعيفًا جدًّا، إذا قيس بما يتم في دول العالم، كما أنه لا يلبي حاجة العرب إلى نقل تراثهم وإبداعهم، أو الإطلاع على ما ينتجه العالم في الفنون والعلوم والآداب.
وطالب الأمين العام للاتحاد العام وزارات الثقافة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” بالقيام بأدوارها وواجباتها في هذا الأمر المهم.
وتوجه حبيب الصايغ إلى جميع المترجمين العرب خصوصًا، وكل المترجمين في العالم، بالتهنئة بمناسبة اليوم العالمي للترجمة، داعيًا إلى المزيد من العمل الجاد نحو تحقيق الغابات النبيلة للترجمة، وخصوصًا الترجمة العكسية التي تخدم التراث العربي والأدب الحديث والمعاصر، وداعيًا في الوقت نفسه، إلى ضمان حقوق المترجمين المعنوية والمادية، وكذلك الحقوق المتصلة بالملكية الفكرية، بدءًا من التعامل مع المترجم باعتباره مبدعًا وشريكًا للمؤلف في الضوء، وليس رديفًا له في الظل كما هو حاصل الآن، للأسف الشديد، ولافتًا النظر إلى ضرورة تركيز الجامعات العربية على الدراسات الترجمية، شرط تعديل وتجديد المساقات بما يتسق والتطور المحقق في علم اللغة العام والمقارن والتطبيقي، وذلك نحو تلبية متطلبات العصر، واستئناف حضارة الأجداد منذ الأرهاصات الأولى التي مهدت لتأسيس بيت الحكمة في بغداد.
طنجة الأدبية