تنظم دار الشعر بتطوان تظاهرة شعرية جديدة بعنوان “حدائق الشعر”، ستقام في مختلف حدائق المدينة، إلى جانب منتزهات وحدائق عمومية في باقي المدن المغربية. على أن تشهد هذه التظاهرة مشاركة ثلاثة شعراء، مع عرض أعمال ولوحات فنان تشكيلي مغربي.
وتقام الحلقة الأولى من برنامج “حدائق الشعر” يوم الجمعة 13 يوليوز الجاري، في حديقة دار الشعر، بفضاء المتحف الأثري لتطوان، ابتداء من الساعة السادسة مساء، بمشاركة الشاعر علال الحجام والشاعرة نسيمة الراوي والشاعر عبد الرحمن الفاتحي، إلى جانب الفنان التشكيلي عبد الكريم الوزاني، الذي سيعرض آخر منحوتاته في حدائق الشعر.
وعلال الحجام شاعر مغربي مرموق، ساهم رفقة جيله الشعري في تأصيل الحداثة الشعرية المغربية، خلال سبعينيات القرن الماضي. وقد أثرى هذا الشاعر المدونة الشعرية العربية بأعمال نفيسة، منذ ديوانه الأول “الحلم في نهاية الحداد” سنة 1975، إلى “مسودات حلم لا يقبل المهادنة” سنة 2017. ومثلما جدد علال الحجام القصيدة المغربية دلالاتٍ وإبداعا وإيقاعا، ضمن الباراديغم العروضي الحديث وقصيدة التفعيلة المعاصرة، استطاع أن يمنح قصيدته أفقا كونيا، من خلال إقامته الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتفاعله الخلاق مع ثقافتها الشعرية والفنية المعاصرة والجديدة، التي وهبته رؤية شعرية مختلفة ومتجددة.
كما يشارك في تظاهرة حدائق الشعر الشاعر عبد الرحمان الفاتحي، وهو يُعد من أهم الأصوات الشعرية التي تكتب بالإسبانية في المغرب وفي العالم الناطق بغير الإسبانية. وقد توج الشاعر بالعديد من الجوائز الرفيعة، منذ حصوله على جائزة رفاييل ألبيرتي سنة 2010. مثلما تشارك الشاعرة نسيمة الراوي في هذه الحلقة الأولى من برنامج “حدائق الشعر”، قبل أيام من تتويجها بجائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب. لتبقى الراوي من أهم الشاعرات المغربيات اللواتي يكتبن قصيدة معاصرة بلغة شعرية مغايرة.
ويقدم الفنان التشكيلي عبد الكريم الوزاني آخر منحوتاته خلال هذا اللقاء الشعري التشكيلي. وهو الفنان العالمي الذي أقام معارض كبرى في مختلف القارات، وعرض في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا وروسيا والتشيلي ومصر وسوريا وإيطاليا والبرتغال…
يجمع عبد الكريم الوزاني ما بين النحت والصباغة ليقدم لنا أعمالا مثيرة وجذابة، اعتبرها الراحل إدمون عمران المالح تجربة متفردة وغير مسبوقة في تاريخنا التشكيلي. وهي أعمال منحوتة بفرح طفولي ومرح فني، ترحب بنا عبر مخلوقات عجائبية وألوان زاهية. كما يَعتبرُ نقادُ الفن في أوروبا الفنانَ التشكيلي عبد الكريم الوزاني واحدا من أهم الفنانين المتوسطين المعاصرين وأكثرِهِم فرادة وتميزا. وقد وُشِّحَ الوزاني بوسام الجمهورية الفرنسية من درجة فارس في الفنون والآداب سنة 1999، ووسام المملكة البلجيكية من درجة فارس سنة 2004، والوسام الملكي الإسباني من درجة فارس سنة 2007.
وبعدما نظمت دار الشعر في تطوان سلسلة من اللقاءات الشعرية والنقدية، من بينها برنامج “شعراء ونقاد” وبرنامج “توقيعات” و”شاعر في الذاكرة”، و”بحور الشعر” وبرنامج “ليالي الشعر” الذي جمع بين الشعر الموسيقى، يأتي برنامج “حدائق الشعر” لقيم حوارا ما بين الشعر والتشكيل في تطوان، مدينة الشعراء والفنانين التشكيليين، التي تحتضن أعرق معهد وطني للفنون الجميلة في المغرب، مثلما تحتضن دارا للشعر والشعراء.
طنجة الأدبية