صدر حديثا للباحث الجمالي والناقد الفني المغربي أشرف الحساني عن منشورات Bojob Print بالمغرب، كتاب نقدي يروم إلى مساءلة مفهوم الجمال بين الفن والأدب، انطلاقا من تجارب شعرية وتشكيلية عربية خطلت لنفسها مسارا فنيا وجماليا متفردا داخل المنظومة الثقافية العربية، بما تميزت به في السنوات العشر الأخيرة من ابدالات مفاهيمية نتيجة الفوران الذي شهدته الأوطان العربية من حراك واجتماعي وغليان سياسي و ثقافي جد متميز.
الكتاب كما يقترحه صاحبه يتجاوز مفهوم النقد كما تبلور داخل السياق الثقافي العربي بمفهومه الكلاسيكي والذي كرسته الثقافة العربية الفقهية إبان العصر الوسيط، بل يتجاوز ذلك ليجد القارئ قراءاته داخل جملة من التقاطعات الأنثروبولوجية والتاريخية والفلسفية، أي أنه يجد نفسه في حالة تشظي دائم مع الفكر الذي يجد موطنا فيه. ومع ذلك فهو لا يدعي ولا يعمل على بلورة نظرية فلسفية أو اجتماعية أو أنثروبولوجية للفن والأدب العربيين، بل يتضمن جملة من المقالات والحوارات في الفن والأدب،هي قراءات عاشقة لتجارب تشكيلية وشعرية ونقدية نراهن عليها كأفق جمالي مغاير للثقافة العربية، كتابات تجعل من معرض تشكيلي أو مناسبة صدور كتاب أو مهرجان فني لمقاربة التجربة ومقارعة مفاهيمها وطرائق تشكلها والبحث في خطابها الجمالي والنبش في متخيلها، كما نجعل منها مناسبة لمساءلة جملة من القضايا والاشكالات المؤرقة داخل الثقافة العربية المعاصرة، وما يطبعها من استهلاك و اجترار للمفاهيم والنظريات الغربية، دون وعي بالمسار الابستيمولوجي و بالسياق التاريخي والفلسفي، الذي أنجب تلك المفاهيم والنظريات.
وقد جاء تشكيل الكتاب وفق 3 أقسام :
القسم الأول : الفن العربي، تجريب أم تجارب ؟
القسم الثاني : البحث عن كتابة جديدة
القسم الثالث : في تخوم الفن والأدب
يقول الكاتب الجزائري عبد الرزاق بوكبة في كلمة الغلاف عن الكتاب وصاحبه ” الأهمّ من المعرفة والخبرة والمواكبة المزروعة في ثنايا هذا الكتاب، بما يظهر صاحبه أصيلا في المشهدين المغربي والعربي لا دخيلا عليهما، الإحساس الذي ينتاب القارئ بحرقة الذّات الكاتبة في مقاربة أسئلتهما وهواجسهما وأحلامهما واختلالاتهما وأمراضهما. ذلك أن الكثير من الباحثين والنقّاد والإعلاميين استعملوا ارصدتهم من المعرفة والخبرة والمواكبة في تلميع المغبرّ وتزكية المغشوش وتبرير المنخور بالفساد. لقد حقّق هذا الكتاب الأوّل لاشرف الحسّاني عناقا جماليا بين الفنون، بما جعلها تتجاوز أسئلة الشّكل، التي طالما جعلتها جزرا، إلى أسئلة الجوهر، التي تجعلها في خدمة هاجس واحد: رعاية الذّوق والصّدق الإنسانيين “.
طنجة الأدبية