كنت طفلا مشاكسا في المهد
أركل الأحزمة والأغطية
أتشبث بالوسادة
لأستجمع قواي
أمي تبحلق بي
بدهشة
ما هذا الطفل الذي لا ينام ؟
لم أعدْ اعرف منامه وإفاقته
إنك تتعبني أيها الولد الساهر
يا طفلي الذي لم يستكن
كل شي فيك ثائر..
إنك تصفع الكرى بالصراخ
وتُركع النهار لغفوتك
ألم تك من صلصال وطين؟
أنا نفحات روحكَ
وشهدي عجينك ..
اهجعْ يا صغير
كي أسقيك من ظمأ
أتترك جيدي ؟
وتمسكُ تلابيب الليل
أتُراكَ ترضعُ أحلاماً؟
.. تتنهدُ رؤى
ما بالك أيها الصغير؟
تصرخ وكأنك تقاتل جلجامش
تصرخ لتلين عشتاروت
وتخضعها لجبروتك ..
تقدمُ نحو أنكيدو وترميه في الفرات
ليستحم من أوساخ الحروب
.. تنفض عنه شقاق السنين
.. تحرس مملكتك كجندي مقهور
ألا يقترب من جيدي أحد
.. ترسم حدودها بأنفاسك..
أنا أعلنتُ الحدَّ على ضفائري
ألا يلمسها جان
أو قائد مكسور في حرب..
اعتقني من جنونك أيها الولد
كفاكَ
لا تقترب من النهر المقدس
تعال
أعلمك المشي على النهر
والزحف على الشواطئ
نيران ثوراتك بلا حد..
اخمد أيها اللهب
تعال تفيّء في بساتين العنب
واشرب من حليب الأسود
غادر المهد..
استرح … ياااا … بشر ؟
فك اسر تلابيبي
حلْ جيدي من مَسِكَ
لا تعبث بضفائري … هي ذخائر عفتي
وبياض أيامي ..
أَمنْ عشبة تشبع صيامك ؟
الجم أحلام المهد
.. امضِ لغابات الأرز
.. أشعلْ النيران فيها
.. اطرد جانك
.. سامر جيوشك
تعلم يا طفلي فن الحرب .
رياض الدليمي
قصيدة جميلة جدا ومشاعر صادقة واحسنت
ابداع شعري جميل من شاعر حميل باحساسه و مشاعره .. عاش قلمك الحميل