غابت غاردينيا مثل زهور أول الصباح. تورق أول الشروق، بل أفلت.
كنت أنتظر أن يرن هاتفي،أو أقرأ تحية الصباح التي اعتدت ان ارتشفها كقهوة تشعرني لذاتها، ونكهتها ،كأني اشم رائحتها رغم المسافات. كانت اول النسمات الصباحية تدغدغ جلدي تتغلغل الى مساماته العرقية ، قبل ان ارتدي ملابسي وقبل ان استحم .لا اعرف يوما او ساعة او ثانية كنت امش لوحدي ابدا كنت احملها معي في قلبي مع خطواتي او ارقدها بجانبي على سريري.
كطفل اعتاد ان يقبل امه او تقبله قبل نومه او حين استيقاظه، كنت اقبل شفاه غاردينيا متوهما انها في حظني وبين اظلعي.
بل تدخل في حقيبة اوراقي، في محاضرات وانا ألقيها ،اراها في وجوه طالباتي، في الصور المعلقة على الجدران في كؤوس شرابي ،في محفظة نقودي في احاديث جلاسي .
اه ياقلبي الصغير السارح في الخيال كم انت مغفل.
كم مرة سألت ؟
هل فعلا تحبني؟
أنا لا اصدق اني اعيش قصة حب، قالت لي أنها تخشى أن تحب، أو تعيش قصة حب، لأنها جربتْ وفشلتْ يوما مع أحدهم، وقد غادرها .
ها هي تعيد القصة بأبطالٍ جُددْ تغادرني ،تتركني على رصيف ذكرياتها كأنها تعكس الصورة او تعاقبني بذنبه.
كنت محطة قطارها الأخيرة.
وقد خلت المحطة منه. كانت غاردينيا لا تستطيع أن تبتعد لحظة عني تُذكِرُني أو تَذْكُرني.
وبكل بساطة وبرودة أعصاب قالت انت لم تعد حبيبي ،فانا لا اقدر ان ابادلك الحب او اكون صادقة المشاعر.
كأن المشاعر تباع في سوق ما أو انها بضع كلمات نسطرها بشفاهنا أو قلمنا.
ختمت رسالتها الباهتة الكاذبة الباردة كثلج اكتوبر( اتمنى لك الخير مع واحدة اخرى تعرف قيمتك، وتسعدك لأني لا اقدر ان اكمل معك، لان ما احمله من هموم فوق طاقتي ، ارجوك افهمني واتركني ذكرى جميلة في حياتك).
فاضل العباس
شكرا لكم مزيدا من التقدم