أعلنت فرقة “رويشة للثقافة والفنون” بالخميسات مؤخرا عن إنتاج مسرحية جديدة بعنوان: “3 points” عن مسرحية “الحارس” للكاتب المسرحي هارولد بنتر، وهو العمل الفني الذي توجت به الفرقة موسمها الثقافي/ الفني لسنة 2018. حيث عرضت مؤخرا بمناسبة اليوم الوطني للمسرحي بدار الشباب 20 غشت (الخميسات) بدعم من المديرية الجهوية بجهة الرباط – سلا – القنيطرة وجماعة الخميسات، وستعرض المسرحية في العديد من المدن المغربية خلال الشهور القادمة.
وقد حافظت المسرحية على نفس المضمون العميق والرسالة الضمنية-الكونية التي حاول تمريرها هارولد بنتر من خلال مسرحيته «الحارس»، التيمة الأساسية المتمثلة في الغريب-المتشرد الذي تحول إلى شبه مستعمر لا زالت حاضرة وبقوة من خلال الدور الذي قام به «معتصم واسو»، الجندي المتقاعد المطرود من الجندية بسبب إنسانيته (حسب زعمه)، والذي يبدو من خلال مشاهد المسرحية يتقمص دور الضحية، إلى اللحظة التي يقرر فيها وضع يده في يد الأخ الأصغر «وليد المعروفي» المتشبع بالثقافة القانونية والأحلام البورجوازية، لطرد الأخ الأكبر «عبد الله أملال» من خلال اتهامه بالجنون.
وقد سعى مخرج المسرحية من خلال توظيفه للغة مسرحية تبدو بسيطة شكلا، تخفي مضامين عميقة بين طياتها، إضافة إلى دور المكان المهم في نفوس الشخصيات، حيث أن النفسية المتأزمة كانت وليدة العنف الممارس من طرف المكان عليها، كما أن الإكسسوارات التي تم توظيفها بطريقة تخدم القهر الذي يسعى المكان ممارسته على شخصيات المسرحية، وهو ما عبرت عليه هذه الأخيرة عن طريق التذمر الدائم والنفسية المشحونة والغضب الخفي الذي رافقها طيلة أحداث المسرحية.
وتجدر الإشارة أن المسرحية من تشخيص: وليد المعروفي، عبد الله أملال، معتصم واسو، إعداد: معتصم واسو، إخراج: عبد الله أملال، سينوغرافيا وملابس: خالد الخطبي، الفرقة التقنية: عبد الفتاح الرگي، سفيان المعروفي، منير القادوري، أميمة أبزاز.. استطاعت توجيه انتقادات عدة للعديد من الظواهر الاجتماعية بطريقة غير مباشرة، وحاولت تمرير رسائل ضمنية عبر أثارتها بعض المواضيع الحساسة في قالب فني فرجوي.
طنجة الأدبية