صدرت حديثا المجموعة القصصية “استحضار العقل و الأحاسيس” للكاتب المغربي رزاق عبدالرزاق عن دار النشر الباريسية “إيديليفر” . وهي الثانية من نوعها بعد تلك التي نشرت بالديار الكندية سنة 1995 “بعيدا عن التصنع أقول “.
يقع الكتاب في 134 صفحة من القطع المتوسط، وتحتوي المجموعة القصصية على 16 قصة. تتنوع مواضيعها بتنوع أساليب الكتابة، حيث تثير في مجملها الكثير من القضايا المسكوت عنها، تطرق إليها الكاتب بسلاسة، وكذلك تحدد موقفه الفلسفي من العالم. ككاتب راكم تجارب حياتية مفيدة تؤهله لإبداء الرأي والإقناع، مجادلا بالتي هي أوفق و أحسن .
صدر هذا المؤلف بفارق زمني لا يتعدى شهرين، عن صدور روايته الجديدة ” حسنا، لنذهب إذن لزيارة شقيقتك !”، و هو الثاني عشر من مجموع مؤلفاته (ستة منها صدرت بفرنسا، وواحد بكندا. الباقي تم طبعه بالمغرب).
كتصريح بهذه المناسبة يقول رزاق عبدالرزاق :
“رغم هذا الكم ، لازلت أتوق للمزيد. لأني أتوقع صحوة تخص عالم النشر والكتابة، الذي يمر حاليا بأحلك فتراته، وبأزمة عير مسبوقة ، مع انتشار الهواتف الذكية التي أبعدت الكتاب الورقي عن أيدي محبيه. فلكل موضة لحظة أفول و زوال. سيأتي يوم سيمل فيه الناس من الألعاب الالكترونية، ليرجعوا إلى الرسائل التقليدية عبر البريد، والى الكتب التي أهملت قراءتها، طيلة تفشي وسائط التواصل الافتراضي واللاسلكي، و تأثيرها على مجريات الأمور.
تطرقت لهذه الثورة التكنولوجية في عدة فقرات من كتبي ، فبنفس الحدس التنبئي والاستشرافي ، انتظر هذا الرجوع المأمول ، ومن يعتقد أن الأدب في زوال فهو مخطئ، لأن فن الكتابة مرتبط و لصيق بالكينونة البشرية . قد تتغير وسائل التعبير، لكن يبقى الأدب حاضرا مر السنين و القرون.
ما يؤسفني حقا هي الضجة الإعلامية المفتعلة حول كتب لا تستحق القراءة، وتجاهل الكتب الجادة. فالروايات الأكثر مبيعاً ليست الأكثر جودة وعمقا. ففي عصر الدعاية كالذي نعيشه حاليا و نبصر تجلياته السلبية ، غطت الأشياء الرديئة عن الأشياء الجميلة و الثمينة. ولو ابتعدت الدعاية التجارية عن الأدب، لرجع هذا الأخير إلى سابق عهده، حيث كان الكاتب يحضا بمكانة خاصة، والشاعر بأوجها وأرقاه.