صدر للشاعرة حليمة حريري، من مراكش في طبعة أولى هذه السنة، ديوان “غربة الروح” عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال ومطبعة الوراقة الوطنية مراكش. يقع الديوان في 70 صفحة ويضم عشرين قصيدة، ويمثل أولى باكورة إبداعية للشاعرة بعد مسار من المشاركات انطلق منذ دراستها في كلية ابن مسيك بالبيضاء. وخطت الشاعرة كلمة مفتتح ..
“أيها العابرون .. الصامتون
شهبأنتم مغسولة بخمر المغيب
تتساقط على العتمة
رطبا لتغسل ليلها الأحمر
وتنيره بشمس غروب دامية”
وتبدو قصائد الديوان أكثر قربا من صوت الشاعرة، نصوص مفعمة بأحاسيس الذات في محاولة للقبض على هذا العالم. صوت داخلي يكرر أساه ويخطها في محاولة لتصفية حساب مع الماضي، ومع الحزن. وعلى امتداد صفحات الديوان السبعون، تعيد الشاعرة كتابة غربتها القصية داخل اللغة..
بين متاهات الفراغ
أهديه سهري
وأعانق وجوده
على حافة الليل نجلس ثلاثتنا
نراقب
الخيبة….
والحزن….
والطريق إلى المدى الضائع..
في النهاية يظل الصمت هو الملاذ الذي تصب فيه الشاعرة انجراحاتها وحزنها، ويصبح هو ملاذ الكتابة أيضا حيث تخط الشاعرة قصائدها..
“أعلن استسلامي
أنت الملاذ ومرفأ سلامي
أنت أيها الصمت
أعلم حد الخشوع
أنك كنُه وجودي
تعويذة أوجاعي الحالمة
وترياق روحي الهائمة”.
طنجة الأدبية