في إطار لقاءات بوزنيقة الفنية والثقافية ، عرض ليلة الخميس 24 ماي 2018 بدار الشباب الفيلم التربوي القصير ” أخطاء متعمدة ” بحضور مخرجه عبد الإله زيراط وثلة من المشاركين في تشخيص أدواره ، وتم التركيز في مناقشته على لغة التلاميذ بين المعيارية وما هو متداول إلكترونيا في وسائل التواصل الاجتماعية .
فهل يمكن اعتبار ما يتواصل به الشباب عبر الرسائل الإلكترونية القصيرة () لغة ؟ وما هي أسباب انتشار هذا الشكل الجديد من أشكال التواصل بين التلاميذ والشباب عموما ؟ وإلى ماذا يعزى تراجع المستوى اللغوي لتلامذتنا في مختلف أسلاك التعليم ، خصوصا الثانوي والجامعي ؟ وهل هناك من حلول لمعضلة اللغة في تعليمنا وكيفية تملكها وضبط قواعدها من طرف الأجيال الراهنة والقادمة ؟ ألا يمكن استثمار التقدم الهائل الذي شهدته البشرية على مستوى تكنولوجيات التواصل الجديدة في إبداع لغة بسيطة وكونية تعفينا من القواعد المعقدة لبعض اللغات الحية ؟
هذه الأسئلة الأساسية وغيرها شكلت الموضوع الرئيسي لجلسة مناقشة مضمون فيلم ” أخطاء متعمدة ” ، وقد تضاربت حولها وتكاملت آراء ومواقف المتدخلين من أساتذة وجمعويين وتلاميذ وطلبة وفنانين وغيرهم . وهذا يدل على أن اختيار هذا الفيلم القصير ومحورة النقاش حول ما يطرحه من قضايا وآراء تربوية ، تهمنا جميعا أفرادا ومجتمعا ، كان اختيارا صائبا .
تجدر الإشارة إلى أن فيلم ” الأرجوحة ” لطارق رسمي ، الذي عرض بحضوره ليلة الأربعاء 23 ماي الجاري ، غاب فيه الحوار تماما ، في حين شكل هذا الأخير العنصر الأساسي والطاغي على باقي عناصر التعبير في فيلم ” أخطاء متعمدة ” . وهذا لا يقلل من قيمته الفنية وذلك لأن طبيعة الموضوع الإشكالي الذي تناوله هو الذي فرض على مخرجه هذا الإختيار . لقد اجتهد وتوفق عبد الإله زيراط في إدارته لممثلين غير محترفين إلى جانب الممثل الموهوب هشام الإبراهيمي ، الذي أبان في هذا الفيلم عن علو كعبه في تقمصه لشخصية أستاذ اللغة الفرنسية بالثانوي التأهيلي.
أحمد سيجلماسي-بوزنيقة