في خطوة للتصالح مع الذاكرة العلمية لوجدة، وكذا لإنصاف المدينة ثقافيا من الحيف الذي لحقها في حفل الافتتاح الرسمي لتظاهرة “وجدة عاصمة الثقافة العربية 2018” أمام وفود الدول العربية الشقيقة، وعلى عيون أبناء المدينة وبناتها، من خلال الإلغاء الثقافي للمدينة تاريخا وحاضرا، مقابل التسويق لصورة مشوهة ومغايرة تماما للوجه الحقيقي لوجدة، نظم الصالون الأدبي بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة يوم الأربعاء 7 رمضان 1439هـ / 23 مايو 2018م محاضرة للدكتور بدر المقري تحت عنوان “التاريخ الثقافي لمدينة وجدة”، تناول فيها المحاضر قراءة لتاريخ المدينة الثقافي بعين أصيلة غير عيون الاستشراق الممهد للكولونيالية الحديثة، عبر مجموعة من المحاور، من قبيل المعالم الثقافية بوجدة، والمسارات العلمية، والأعلام الذين برزوا محليا ووطنيا وإسلاميا، والأسر العالمة، والمدارس الحرة، وغيرها، مثبتا بالمصادر المعتمدة الإشعاع العلمي والثقافي الذي كان للمدينة وأحوازها، والذي حاول أمثال لويس افْوانو طمسَه، لإلغاء الذاكرة الجمعية التي تعتبر إحدى روافد الهوية، من أجل الابتلاع الحضاري.
وفي ختام المحاضرة التي حلقت بالحضور في أجواء ممتعة، وخلقت تفاعلا إيجابيا للغاية، تأسف الأستاذ المحاضر الذي سبق له أن صنف في تاريخ المدينة عدة مؤلفات أبرزها “خطط المغرب الشرقي” لكون المسؤولين المحليين والجهويين ليست لديهم أي نية للتأريخ العلمي والثقافي لمدينتهم التي يتولون مسؤولية تدبير شأنها، وكذا لكون كثير من مآثر وجدة العريقة تاريخيا غير مصنفة، مقابل تصنيف بنايات أخرى حديثة بحداثة الاحتلال! مجددا مطالباته القديمة بمركز للتوثيق، وبمتحف خاص بالمسار العلمي للمدينة وعلمائها، علاوة على أبده البدائه المتمثلة في نصب لوائح إرشادية في المدينة العتيقة والأماكن التاريخية بالمدينة الحديثة، على غرار التي توجد في كثير من مدن المغرب.
سعيـد عبيـد