اختتمت بالزنيد جماعة أربعاء عياشة إقليم العرائش ولاية طنجة -تطوان، فعاليات الدورة الثامنة لموسم ماطا، الذي نظمته الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي، من 11 إلى 13 ماي الجاري، بحفل تقديم الجوائز على الفائزين في سباق ماطا، وتقديم الهدايا والشهادات للمتميزين من أصحاب التعاونيات والجمعيات.
وتميز حفل اختتام الدورة الثامنة، الذي حضرته شخصيات مهمة من عالم الثقافة والسياسة والفن من بينها القنصل الإسباني بالمغرب ووفد عن القبائل الصحراوية، توقيع العديد من الاتفاقيات من أبرزها اتفاقية تعاون بين الجمعية العلمية العروسية المشرفة على تنظيم “ماطا” ونادي مولاي الحسن للفروسية بمدينة الداخلة.
واستقطب المهرجان أزيد من 200 ألف زائر، كما خطي بحضور وسائل إعلام وطنية ودولية مهمة تمثل القنوات التلفزيونية العربية والأوروبية فضلا عن حضور قناة تلفزيونية صينية معروفة، مؤكدا نجاحه في إحياء الإرث التاريخي والثقافي للمنطقة والتعريف بهويتها الحضارية المتنوعة الضاربة في جذور التاريخ، وإبراز الدور البطولي للفروسية في حماية ثغور الوطن وكذا التعريف بالمنتوج الفلاحي والصناعة التقليدية لمنطقة جبالة وتدعيم مسار التنمية الثقافية والسياحية بالمنطقة.
وحملت الدورة الثامنة، التي نظمتها الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي بتنسيق مع نقابة الشرفاء العلميين وبشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونيسكو، شعار “ماطا تراث حضاري، ورافعة أساسية للتنمية الاقتصادية”.
وتميزت فعاليات اليوم الأول من المهرجان التي احتضنها مدشر زنيد بأربعاء عياشة بحضور مصطفى النوحي عامل الإقليم مرفوقا رئيس تنمية أقاليم الشمال، منير البويسفي، ورئيس المجلس الاقليمي للعرائش محمد الشنتوف، ووفد مهم من منتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، وتم خلاله استعراض الفرق المشاركة لخيالة “ماطا”، وفرق فلكلورية متنوعة.
واستمتع رواد المهرجان بعرض تمثيلي لعملية “ثويزا” بمشاركة فرقة الحصادة الشعبية المنحدرة من هذه المنطقة القروية بالإضافة إلى فرسان من بعض القرى المجاورة، التي تجسد التعاون والعمل المشترك بالتناوب يوميا بين الفلاحين.
وشهد اليوم الموالي من المهرجان “ندوات علمية ستلامس قضايا ثقافية تعكس التنوع الثقافي والروافد الحضارية التي يزخر بها المغرب، خاصة شمال إفريقيا.
وتضمنت فقرات أيام التظاهرة، الذي توزعت فعالياتها ما بين طنجة و العرائش وشفشاون، محاضرات وسهرات ومعرضا للصور الفتوغرافية، وأنشطة ثقافية للأطفال، ومعرضا للمنتوجات الفلاحية والصناعة التقليدية، اضافة إلى إقصائيات لعبة “ماطا”.
وفي هذا الصدد قال نبيل بركة مدير المهرجان، إن هواة الفروسية وعشاق الطبيعة والتراث التقليدي للمنطقة لهم موعد للاستمتاع بالعروض الثقافية والرياضية، التي تروم بالأساس، التعريف بالتراث الثقافي المتجذر، الذي تجسده فروسية “عروس ماطا”.
وأضاف أن المهرجان محاولة “لإحياء الموروث الحضاري المغربي الأصيل والحفاظ عليه وصيانته بما يمثله من قيم وطنية ومن تضامن اجتماعي، والمساهمة في الدينامية السياحية والثقافية والاجتماعية ودعم التنمية البشرية”.
وأشار إلى أن “الدورات السابقة جلبت إليها الأنظار من كل أقطاب العالم بمشاركة نوعية خاصة من الفرسان وإتقانهم الكبير لهذه اللعبة الشعبية، التي تستقطب اهتمام المغاربة كما الأجانب”.
وأبرز مدير المهرجان أن دورة هذه السنة، كانت في المستوى المطلوب ببرنامج احتفالي متميز وحضور وازن لشخصيات عالمية تنتمي لعالم الفن والمال والأعمال والسياسة، مشيرا إلى أن الرهان انصب هذه السنة على جلب أكبر عدد من الجمهور، للتعرف عن قرب على التقاليد العريقة للمنطقة والاطلاع على مكونات التراث المحلي، الذي يحمل أبعادا ثقافية وفنية وروحية.