استضاف الصالون الأدبي بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة المفكر الإعلامي الشاعر د.أحمد بلحاج أيت وارهام عشية السبت 12 مايو 2018، حيث ألقى في ثلة من المثقفين والمهتمين محاضرة مثيرة تحت عنوان “بالشعر نكون إنسانيين أو لا نكون”، أبرز فيها جوهر رؤيته الشعرية التي حملت مفاهيم جديدة للشعر والتصوف وما يربط لحمتهما لديه، انحيازا إلى الشعر، ولا شيء سوى الشعر، وضدا على الانكماش في الجسد والوطن معا، وذلك في ثلاثة محاور، أولها حول السريِّ الذي يُسكننا فيه الشعر، وثانيها عن صون القصيدة وقول ما لم يقل، وتناول في ثالثها تخليق الوجود بالشعر والتصوف.
وقد تلا المحاضرة حوار مفتوح مع الجمهور، نشطه محمد علي الرباوي وسعيد عبيد، تناول كثيرا من جوانب التجربة العلمية والوجدانية والشعرية لأيت وارهام، علاوة على مجموعة من القضايا الأدبية الراهنة، في جو صبغه التميز العلمي والتواصلي المتفرد للمحاضر الذي راكم تجربة تمتد إلى قرابة خمسين سنة من التفكير والكتابة، مع كثير من العمق والتشييد المفاهيمي وتصحيح منحرفات الواقع الأدبي، مختتما النشاط بقراءة شعرية مختارة لبعض إنجازه المتميز الخارج عن القيود، التائق إلى الكوني المطلق، والذي لا يزال مستمرا، بكثير من التدفق والتجدد.
كما كان لضيف الصالون سمر أدبي رفقة بعض الأصوات الشعرية المحلية، في جو حميمي أحيى طقسا من طقوس الصالونات الأدبية الماتعة.
طنجة الأدبية
جميل وعميق أيضا وجاد كذلك، أن تقيم الصالونات الأدبية والفكرية في بلادنا، بمفهومها العريق في الحضارات الكبرى، أنشطة من هذا القبيل ولمفكرين وأدباء وازنين…لأن الزمن الثقافي لدينا يلح على إجادة تدبير مثل هذه الصالونات التي تؤثث الفكر والمنهاج والمفهوم… للانتقال بها إلى جمهور نخبوي حاضر، يكون رسول وعي وفهم وتبليغ… إيصالا إلى متلقين متواضعين في درجات معرفتهم، خدمة للوعي العام..فهنيئا، بمثل هذه الإنجازات، للصالون الأدبي بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة