شهدت جامعة جامعة العربي بن مهيدي الجزائرية الاحتفاء بلا متناهيات الجدار الناري للشاعر الرائد مشتاق عباس معن عبر محاضرة بعنوان (النص الرقمي وميلاد القارئ التفاعلي ) قدمتها أستاذة السرديات ومناهج النقد المعاصر الدكتورة سعيدة حمداوي بحضور أساتذة قسم اللغة والأدب العربي والطلبة في الجامعة وتناولت فيها القصيدة الجديدة للشاعر العراقي الدكتور مشتاق عباس معن التي صدرت مؤخرا وحملت عنوان (لامتناهيات الجدار الناري) وهي القصيدة الثانية للشاعر معن بعد قصيدته (تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق) التي اصدرها عام 2007،.
وقالت الباحثة ” أخترت ثلاثة نماذج نصية رقمية؛ الأول قصيدة لامتناهيات الجدار الناري للشاعر الدكتور مشتاق عباس معن، والنموذجين الأخرين يحملان طبيعة سردية (روائية وقصصية) . وأوضحت أن قصيدة اللامتناهيات استوقفني كقارئة للنص العنوان المحيل على عوالم التقنية الحاسوبية
مشيرة الى ” أنه في هذه القصيدة وبعد العنوان مباشرة تواجهنا الساعة في إحالة على الزمن ووقعه النفسي والوجودي على الإنسان، وبوصفها غلافا أو بوابة للدخول إلى عالم النص إذ ترتقب قارئها ليضغط على أحد أرقامها وتبدأ لحظة تفعيل النص من لدن القارئ ومع كل رقم يعيش تجربة جديدة نظرا للانفتاح المكثف على جملة العلامات اللغوية وغير اللغوية فضلا عن الموسيقى المرافقة لكل شذرة نصية ” .
موضحة “أن الشاعر وظف شخصية (حنظلة ) في صورة متحركة بكل ما يتضمنه من حمولة ثقافية وسياسية ليتولى مرافقة القارئ في هذه المتاهة الزمنية، تاركا له حرية الاختيار في دخول عالم القصيدة، والتحكم في النواحي الشكلية وفقا الروابط القرائية المتضمنة يسار الصفحة(عين الذئب، الأفق الكامل، لون أفقك، لون بوحك، عيونك الأفق، كمم بوحك)” .
وتابعت “حمداوي” ان اللامتناهيات استعانت بالروابط على اختلاف وظائفها، حين يتم النقر عليها يتشكل لدى القارئ المتصفح أفق توقع يكتشف معه خطابات رقمية جديدة تتجلى في ومضات شعرية تنشأ عنها عملية القراءة الفاعلة والمشاركة البناءة التي يستفيد بواسطتها القارئ من إمكانيات الدمج بين النصي والسمعي والبصري وكذا الحركي.
وخلصت الباحثة إلى أن ” لا متناهيات الجدار الناري” استهدفت قارئا من نوع خاص له خبرة في التكنولوجيات الحديثة بكل ما تضمه من وسائط رقمية تساعده في تنشيط الروابط بوصفها مدخلا قرائيا لا يستغني عنه هذا النوع الحديث من النصوص، تمكنه من التجول اللامقيد في متاهة القصيدة من جهة، مع وجوب كونه متذوقا للشعر ومتمكنا من تحليل الفنون السمعية البصرية في كل مستوياتها وأبعادها الدلالية والرمزية من جهة أخرى”.
وأقيمت هذه المحاضرة من ضمن الندوة التي تقيمها كلية الآداب واللغات/ قسم اللغة والأدب العربي في الجامعة تحت عنوان رئيس هو (النص الأدبي الرقمي الوجود والحدود ومستقبل تعليمية النص الأدبي).
يذكر ان الباحثة الدكتورة سعيدة حمداوي أستاذة متخصصة بالسرديات ومناهج النقد المعاصر وشاركت في العديد من الملتقيات الوطنية والدولية في النقد المعاصر والسرديات والتراث الشعبي، ولها مقالات علمية محكمة وثقافية ومساهمة في كتب مشتركة.
وكان الشاعر والناقد الدكتور مشتاق عباس معن الحاصل على لقب الأستاذية (البروفيسور) بدرجة أصيل في اختصاص اللسانيات الحديثة فرع الصوتيات له أربعة مجموعات شعرية: الأولى بعنوان: ما تبقى من أنين الولوج 1997م الثانية بعنوان: تجاعيد 2003 أما الثالثة فهي بعنوان (تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق) والتي حصل فيها على ريادة القصيدة (التفاعلية الرقمية) العربية. ومجموعته الأخيرة هي وطن بطعم الجرح (قصائد ومضة)”. اضافة الى:” ان له ستة عشر كتابا في اللسانيات وفقه اللغة والنقد الأدبي و ثلاثون بحثاً منشوراً منها ستة محكّمة، وحاصل على ثلاث جوائز إبداعية هي:جائزة الشارقة للإبداع العربي الدورة الرابعة سنة 2000 جائزة أدب الأطفال / أنجال الشيخ زايد بأبي ظبي الدورة السادسة سنة 2001 جائزة مؤسسة هايل سعيد أنعم للثقافة والعلوم باليمن الدورة السادسة سنة 2002 شارك في تحكيم عدة لجان تحكيمية إبداعية محلية وعربية منها:جائزة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح 2002مسابقة سحر البيان 2005 – 2006جائزة نازك الملائكة للشاعرات العراقيات 2007″./