وأفيقُ ثانيةً على صخب الشهور
يستلُّني أرَقٌ مُعتّق
في جوفه تغفو طواويس الملل
وعلى جناحيه استوت أممُ الضُمور
الصمتُ يُغرِقُ في ثوانيه المُنى
وفصائلَ الليل المكلّلِ بالفتور
عرجتْ الى ثَكناته حُزَمُ الجفا
من فرطِ غاشمةٍ ترومُ سباتَنا
تُسدي لنهضتنا القنوط
وتَجدُّ في عبثٍ خطاها نحونا
فتسوقُ قِبلتَنا لمُنزلقٍ جَسور
فلكمْ تمادى شوطُها في الأرضِ جورا
ولكم تفادى موجُنا غضبَ البحور
تأبى إذا يوماً تألّق بَهونا
وبَدتْ سماواتُ الظهور
فَتَحُثُّ قافلةَ َالأسى
لتسومَنا غَيظا أثيم
كَيما تُجاهرنا الأماسي بالفتور
تَعتلُّ إنْ أفَلتْ بوادرُ عُسرِنا
وتدورُ في فلكِ الجمود
فيَزيغُ عن أفواجِها عبقُ الدهور
وإنِ ارْتدَتْ هاماتَنا قممُ العُلا
واكتظَتْ الآمالُ خلف فصولنا
شَرَعتْ بعزْفِ رَثائها بين الحضور
مازادها عبثُ المنابرِ رفعةً
أو حَطَّ من قَدرِ الذُرى
زَبَدُ الفُجور
فتشبثتْ لَمّا تربّعَ غدرها
عرش النواحي بالأزقةِ والثُغور
ولطالما باتتْ تُهلِّلُ قربنا
وتراقصُ الأفياءَ في حفلٍ وَقور
في حَيِّنا تبتاعُ أغصانَ الهوى
مادامتِ الأحداثُ خاملةً تَدور
فإذا دعانا الزهوُ يوماً للنهار
عاثتْ نواصيها بأقدام الأمور
وتقلّدَ الوَجلُ الشَقيُّ زمامها
حتّى توسّدَ ليلها بردَ الجحور
وإذا تطاولَ مجدُنا
فاستوطنتْ سحبُ النماء
وغفَتْ على أعتابِ نشوتِنا العصور
أزِفتْ سويعاتُ النُواح
إسْتَلَّ مخْدعَها الكَدَر
وصدى العويل
يجتازُصالاتِ العبور
معن حسن الماجد- الموصل-العراق