عن منشورات “الراصد الوطني للنشر والقراءة” صدر للشاعر المغربي محمد الجيدي، في طبعة أنيقة ديوان شعري موسوم بـ: “كما تغيب في القمر السماء”، يقع الديوان في مائة وأربع وثلاثين صفحة من الحجم المتوسط، ويضم أربع وثلاثين قصيدة شعرية منها: “ارتعاش الماء”، “وقفة”، “ليس صعبا أن نموت”، “ما يستحق الحياة”، “صمت الظلال”، “سأعيد كتابة الليل”، “بعد منتصف الزمان”، “أغنية المصباح الضئيل”، “وازدانت حروفك بماء الظل”…، تزين غلافه لوحة تشكيلية للفنان المغربي عبد الحفيظ مديوني.
والكاتب محمد الجيدي، شاعر وفاعل حقوقي من طنجة، شارك في مجموعة من التظاهرات الأدبية والحقوقية، له إسهامات شعرية في مجموعة من المنابر الإعلامية، ويعتبر ديوان “كما تغيب في القمر السماء” الإصدار الثالث للشاعر المغربي محمد الجيد بعد ديوانين “كلمات أولى بيني وبينك ظل” (2014) و”رؤية المرئي في اللامرئي” (2014)، وله مجموعة من الأعمال المخطوطة في الشعر.
وقد افتتح الشاعر ديوانه بقصيدة “ارتعاش الماء” التي تعتبر الأطول في الديوان، تتوزع على ست صفحات، نقتطف منها:
وارتعش الماء بين أصابعي،
كانت الصحراء تبتلع المكان
وهو يمشي بين رعشاته
في الأرض القاحلة الزمان.
كان يمشي مشية الأنبياء وعمامته
تربط الأرض بالسماء
تزجى السحاب وتثمر في الشجر
البراعم النعساء،
وفي القلب الخفقة الراعشة.
هل كان يدري أن الليل
يخطف أبصار الناظرين، والرحلة القاسية
بين مد النهر الخالد
وجزر السماء المخضبة بالأسرار
والنجوم اليابسة.
…