أعلنت رابطة الموسيقيين الحسانيين للتراث والتنمية الاجتماعية عن تنظيمها للمهرجان الدولي السادس للمديح النبوي، والذي تستضيفه مدينة العيون من 18 إلى 19 من شهر رمضان 1439 الموافق(من 31 ماي إلى 2 يونيو 2018) تحت شعار” عالمية البعد الإنساني في المديح النبوي”، مصداقا لقوله تعالى”وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” بحضور الولايات المتحدة الأمريكية كضيف شرف.
وجاء ذلك خلال ندوة صحافية نظمتها الرابطة مساء أمس الأربعاء بالرباط، معلنة في نفس الوقت، عن زمرة من الأنشطة الثقافية والفنية والتي تنظمها الرابطة خلال السنة الجارية، بهدف صيانة هذا الموروث التراثي الأصيل، وجعل الفنون والثقافة رافدا من ورافد التنيمة في أقاليمنا الجنوبية، وصورة فضلى للانفتاح على العالم، ترسيخا لقيم التسامح والتعايش الكوني والإنساني.
وأبرز رئيس المكتب التنفيذي للرابطة، حم الزيعر في كلمة له، القيمة الرمزية للوفد الفني والجمعوي الرفيع المشارك في هذه الندوة، تأكيدا على الرفض القاطع لكل الاستفزازات التي يقوم بها أعداء الوحدة الترابية للمملكة، وعلى الانخراط التام والتلقائي في كل المبادرات الوطنية للدفاع عن قضية الصحراء المغربية بقيادة أمير المومنين جلالة الملك محمد السدس نصره الله.
كما أوضح الزيعر ان الرابطة ومن خلالها كافة الجمعيات المنضوية تحت لوائها، دأبت منذ أزيد من 30 سنة على حمل لواء الدفاع عن الفن وممارسته في وسط مجتمع محافظ، حيث تحمل أجيال من الفنانين مسؤولية الإبقاء على الفن الصحراوي المغربي وحمايته من الاندثار بوسائل وإمكانات تكون منعدمة، كان نتاجه تخلي العشرات من الفنانين والموسيقيين عن المجال الفني واستبداله بحرف ومهن أخرى طلبا للقمة العيش، في حين استطاعت قلة قليلة مكافحة المعيقات لعجل الموسيقى الصحراوية حاضرة رغم الظروف لتستفيد من الانفتاح الذي شهدته الأقاليم الجنوبية نتيجة التنمية الاقتصادية والثقافية، ساهمت في توفير بيئة فنية صحية جديدة أطلقت العنان لإبداع الفنان الصحراوي وعطاءاته، واسيهمت في تطوير أدائه وتنظيم مكوناته.
كما اكد على ان البنية القانونية أسهمت هي الاخرى في ظهور عشرات الجمعيات، وعززت من التواجد القوي لفرق موسيقية محلية، كادت تندثر، وفي مرحلة لاحقة أصحبت الجمعيات الموسيقية تتوحد في سبيل خدمة الفن، قبل ان تهتدي الى تأسيس رابطة محلية للموسيقيين الحسانيين تضم اقوى واعتى الجمعيات الموسيقية بالصحراء فصارت صلة وصل مع الهيئات الوصية، محليا وإقليميا وجهويا ومركزيا، وأصبحت شريكة للمجالس المنتخبة، وربطت علاقات وطنية ودولية لم تكن ممكنة قبل ان تظهر رابطة الموسيقيين الحسانيين للوجود.
كما عرج الزيعر في اللقاء الذي تكلم فيه أيضا المدير الفني للمهرجان نبيل الجاي والفنان محمد باعيا الذي قدم نبذة عن التظاهرة على العديد من الأنشطة التي نظمتها الرابطة، وهو ما منحها إشعاعا دوليا كبيرا من أبرزها المهرجان الدولي للمديح النبوي ، وكذا المهرجان العالمي لصوت إفريقيا صوت السلام، داعيا كل الجهات المعنية إلى الإسهام في دعم والنجاح هذه التظاهرات التي تخدم المجال الفني المغربي في الأقاليم الصحراوية الحبيبة.
وبالمناسبة تم التأكيد على ان المهرجان الدولي للمديح سوف يكرم عبد الراحل عبد المجيد الصويري شيخ المادحين المغاربة، وذلك بمشاركة فرق مديحية دولية من الجزائر وموريتانيا ومالي وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، كما سيتم خلال نشطة الرابطة ومشاريعها المقبلة تنظيم اوبرا فنية تجمع بين فنانين من الأقاليم الجنوبية وإخوانهم في شمال المملكة، وإطلاق جولات فنية وطنية بشراكة مع مجموعة لمشاهب للفنون الشعبية، فضلا عن تنظيم دورات تكوينية، والمشاركة في ملتقى موسيقى بدون تأشيرة، تكريم قدماء الفنانين الحسانيين بجهة العيون الساقية الحمراء، وأمسية اختتام السنة الثقافية.
وأطلق المشاركون في الندوة في الختام، الذي توج برفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، إعلان الرباط، متوجهين إلى الرأي العام الوطني بالنظر لما للفن من رسالة إنسانية ووطنية تسجيل موقف الرابطة المؤيد للوحدة الترابية للمملكة، والرافض لكل ما من شانه ان يهدد امن وسيادة المغرب في أي جزء من ربوعه.
كما ابرز الإعلان وضع الرابطة لمشروع فني وثقافي للعام الجاري عبر مدن الصحراء المغربية انطلاقا من مدينة العيون، عبر تنظيم تظاهرات وملتقيات للتحسيس بأهمية الثقافة والتراث الحساني في الدفاع عن مغربية الصحراء المغربية، مطالبة بدعم الفن والثقافة والاهتمام بأوضاع المجال والعاملين فيه باعتباره الرأس المال اللامادي المتضمن لهوية الوطن وصيانتها.