تعتزم مديرية الثقافة لولاية أمّ البواقي في الشّرق الجزائري، بالتّعاون مع “جمعية الثّقافة والإبداع” تنظيم ملتقى مغاربي في القصّة القصيرة جدّا، يشارك فيه سبعة وأربعون باحثا وكاتبا متخصّصا في هذا الجنس الأدبي، من تونس والمغرب ومصر والمملكة العربية السّعودية ومصر وليبيا والجزائر.
من الأسماء المشاركة في هذا الملتقى محمّد محقق وحسن برطال وعلي بن ساعود من المغرب، ومليكة الدّوردي من ليبيا، وجمعة سعيد محمّد من مصر، وفاطمة وهيدي من السعودية، وعلياء الشيخ مبارك والمنجي بن خليفة وأحمد بن إبراهيم من تونس ورابح بن خويا ولزهر ساكر وسليم بوعجّاجة وبشير ونيسي وعبد القادر زيتوني من الجزائر.
سيشهد الملتقى إلقاء محاضرات علمية في جماليات وتقنيات وأصول القصّة القصيرة جدّا بصفتها جنسا أدبيا وليدا في المشهد الأدبي العربي، بالمقارنة مع الأجناس الأخرى، وقراءات للأسماء المشاركة، والتي تتفاوت من حيث شهرتها وحضورها الإعلامي والنّقدي لكنها تشترك في إصرارها على تكريس هذا الفنّ الذي يتزاوج فيه الشّعر والنّثر.
يقول الشاعر ومدير الثقافة علي بوزوالغ إن الشّعر والرواية والقصّة القصيرة نفسها هيمنت على خارطة الملتقيات الأدبية في الجزائر وغيرها من البلدان العربية، إلى درجة التشبّع أحيانا، على حساب أجناس أدبية مستحدثة أثمرتها التحوّلات والاحتكاكات والتطلّعات الجديدة للمشهد الإبداعي الجزائري والعربي عموما، منها القصّة القصيرة جدّا، فهي، بحسبه، ثمرة طبيعية لكل تلك التحوّلات والاحتكاكات والتطلّعات. “ومن واجبنا بصفتنا نخبة مثقفّة ومؤسّسات وهيئات ثقافية أن نواكب الأصوات والمقولات الجديدة حتى نرصد سياقاتها ونرتّب لها منصّة التلقّي المناسبة لها، حتى لا تبقى مجرّد حشرجات معزولة، بحيث يمكن أن تختنق”.
من جهتها تقول القاصّة رقية هجريس رئيسة جمعية “الثّقافة والإبداع” إنّ الملتقى سيلاقي بين العديد من الأقلام العربية المتخصّصة في القصّة القصيرة جدّا للاحتفاء بها ولرصد ما يميّز بعض المشاهد العربية في هذا اللون الكتابي، “صحيح أن القصّة القصيرة جدّا ذات اهتمامات كونية، لكنّها تستوعب أيضا ملامح وهواجس البيئة التي تطلع منها”.
جدير بالذّكر أن الملتقيات الأدبية عرفت انتعاشا في الجزائر مؤخّرا، بحيث أطلقت معظم المدن ملتقى خاصّا بها. غير أن المتخصّصة منها في الأجناس الأدبية الجديدة والمختلفة تبقى نادرة.