الحديث عن دعم المنابر والمشاريع الثقافية ذو شجون، مع العلم أنه لايمكن لمشروع ثقافي كيف ماكان أن يستمر ويظل بدون تحمل الجهات المفروض فيها دعم مثل هذه المشاريع مسؤولياتها.
وفي هذا السياق نجد أن الجهات المنتخبة في بعض المدن المغربية تقوم بدورها في دعم الثقافة والمشاريع الثقافية فيما أن مجالس منتخبة أخرى لاتُولي للثقافة أي اهتمام أو تتعامل بمنظور الدعم للأقربين وذوي الولاء السياسي فقط متجاهلة من يستحق الدعم حقا.
أغلب الماسكين بدواليب تسيير الشأن السياسي في المغرب من منتخبين وغيرهم لديهم نفور من الثقافة وخشية منها ومن أهلها وحتى حينما يتقبلونها فمن باب السطيرة عليها وتوجيهها حسب مصالحهم الذاتية والسياسية.
وقد أوصت المناظرة الوطنية حول الثقافة المغربية التي تم تنظيمها مؤخرا بطنجة ب”تمكين الهيئات والمنظمات والجمعيات الثقافية من الدعم والوسائل المتاحة، بغية مباشرة مشاريعها الثقافية وتحقيقها”، فهل يتم تنزيل هذه التوصيات على أرض الواقع مستقبلا أم سيظل الحال على ماهو عليه؟!
على العموم ليست هناك تنمية مستدامة من دون اهتمام بالجانب الثقافي والفكري، ولمن يظنون أن الاهتمام بما هو اقتصادي واجتماعي وحده كفيل بتحقيق هذه التنمية نقول: إنكم مخطؤون إذ لا تنمية حقيقية بدون الاهتمام بتكوين الفرد ثقافيا…
وبما أن أقرب نموذج لنا في “طنجة الأدبية” في تسيير الشأن المحلي هو ذلك الموجود أمام أعيننا بمدينة طنجة، فإننا نؤكد أن من تعاقبوا على تسيير الشأن العام بهذه المدينة كان آخر همهم هو الشأن الثقافي، الذي لم يكن أبدا يدخل في أجنداتهم ولا في تصورهم للتنمية الجهوية.
وعلى أمل أن يتغير هذا المنظور للثقافة والفكر، دعونا نحلم بتولي الشأن المحلي في كل الجهات من طرف أناس يحضر لديهم الهاجس الفكري والثقافي والفني ليس كفلكلور أو كشيء ثانوي زائد على الحاجة الأساسية لكن كحجرة زاوية لو تم الاستغناء عنه نهائيا لانهار البناء بكامله وحدثت الكارثة التي بعد وقوعها لاينفع التحسر ولا البكاء على الأطلال.
طنجة الأدبية