صدر حديثا للروائي والقاص والشاعر سعيد منتسب ضمن إصدارات دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع بالأردن، رواية “حساء بمذاق الورد”.
ويعد “حساء بمذاق الورد” العمل الروائي الأول بعد مجموعة من إصدارات تنوعت ما بين القصة والشعر، العمل الثاني مع دار خطوط وظلال، بعد مجموعته القصصية “طائر أبيض بأجنحة مؤقتة” كما نشرت له مجموعة من المقالات والقصص على مجلات وطنية وعربية.
وجدير بالذكر أن الرواية ترتكز على محكي استرجاعي تتشابك فيه الذاكرة مع التناصات البورخيسية والأسطوري والسحري والسريالي والمعرفي. وهو ما يسمح بالقول إننا أمام سرد مغربي لا تتحدد علاقته مع الآداب أو التيارات الأدبية الأخرى بالتأثير أو التفاعل فحسب، بل إنه سرد منشغل بنفسه بوضوح، يستنبت أسئلته الخاصة، ويبني وضعياته المتحولة باستمرار، ويعمل في مختبراتها التي أنشأها لتحقيق التجاوز.
إنها رواية تنجز استراتيجيات كتابية خاصة عبر الاعتماد على خطاطات سردية منفصلة ومتصلة في الوقت نفسه. وتبعا لذلك، أمكننا القول إن هذا العمل تعبير عن انكسار للحواجز بين سرديات الآداب العالمية، وكذلك بين أشكال التعبير، وأنواع المعرفة الأخرى.
الرواية تحشرنا في منطقة ممغنطة، ذلك أن مستوى الالتواء فيها مرعب وبالغ التعقيد، خاصة أنها “رواية سفر” من نوع آخر. سفر خارج الأرض، بحثا عن الأم الميتة، مع كل المشاق التخييلية والسيكولوجية والهذيانية التي يستدعيها هذا النوع من السفر. وهذا ما يتطلب على نحو مؤكد قراءة متعددة الاتجاه، لأن هذه الرواية مكان جيد للعب مع القارئ، ومع الكاتب، وأيضا مع المضمرات التي يسعى هذا الأخير إلى حجبها وطمسها.
وتجدر الإشارة أن العمل سيكون متوفرا في معرض الرباط الدولي للكتاب المرتقب انعقاده في مطلع شهر يونيو، وستوزع على مكتبات المغرب في وقت لاحق، مع باقي إصدارات الدار.
طنجة الأدبية