التأم مجموعة من المبدعين الشباب مساء يوم الأحد 13 نونبر 2022 بقاعة عبد الكبير الخطيبي بمقر المنظمة، في جلسة مفتوحة مع الكاتب إبراهيم أكيل الذي خصص ورقته البحثية المقدمة بالأمازيغية لمظاهر الثقافة الأمازيغية في أكادير الكبير، قديمها وحديثها، لقاء حاول الاشتغال على تصينيفية للممارسات الفرجوية والفنية التي اضطلعت بوظائف اجتماعية ونفسية لدى الإنسان الأمازيغي ولدى الجماعات الثقافية التي سكنت الفضاء ذاته. الأستاذ أكيل إبراهيم تحدث عن مناهل الرموز الثقافية المتصلة باعتقادات ورؤى، يتشاكل فيها الطبيعي والثقافي، وقد مكنه ذلك من بسط هذه التشاكلات بما يضيئ قاعدتها المادية ومسوغات وجودها الاجتماعي، وارتباطها بمجتمعات تكرارية، تقوم على استدامة القيم ذاتها، وإن كانت قد طالها تغيير وتحولات في البنيات الظاهرة فإن البنية العميقة ما تزال قائمة، معبرة عن دينامية النسق الاجتماعي ذاته، الأستاذ أكيل إبراهيم قدم مثالا لذلك في حضور بنية عيساوة وخطاطتها الثقافية في تمظهرات مختلفة من تمظهرات الاجتماع البشري، ومنها الاجتماع السياسي، وفي معرض مناقشته للتحولات الثقافية، وضح أن المجتمعات التقليدية الخاضعة للتحول مجتمعات إشكالية كما يقول الأنثربولوجي جورج بلاندي، لكونها تتصارع في أتونها قوى التغيير وقوى المحافظة، هذه القوى التي تهدف إلى تكرار الأشكال الثقافية ذاتها.
الورقة البحثية للمتدخل في الجلسة الثانية لمقهى البحوث، ركزت أيضا على تقديم الطقوس والممارسات الفرجوية والثقافية لإنسان المحلي، في الماضي والحاضر؛ من قبيل أحواش نتمغارين وإسمكان و أعرابن نايت المزار وإعيساوين وطقس ” أسنفل نتوخسين” و ” تامغرا نتكوطيت” و” تاكلا نيناير” و” تافاسكا نواسيف” و” بيلماون”و” تادمينين” و” المعروف نالرما”. مؤثثات الزمنية الثقافية الأمازيغية في أكادير الكبير التي وشمت ذاكرة المكان.
إبراهيم أكيل استأنف البحث ذاته الذي أرسى لبناته الأولى الباحث الراحل محمد أبزيكا، والذي يروم مواجهة النسيان، لا مواجهة التحولات التي تمس الحياة المعاصرة، وأن الاستجابة لمقتضيات التنمية، تقتضي استعادة المغيب من هذه الممارسات على نحو معاصر، واتخاذه موضوعا للتحليل العلمي بهدف إقرار وضعية حداثية تعلي من شأن المشرق في الماضي الثقافي للمجتمع.
طنجة الأدبية