هَاهُمْ يُوَدِّعُونَ الْقَمَرَ...
الدُّمُوعُ بَوْصَلَةٌ بِلاَ مَرَايَا...
أَمَّا الطَّرِيقُ فَمَتَاهَةٌ بِلاَ شَخِير.
هَا هُم...
يُوَشْوِشُونَ لِلشَّمْسِ
بِبَعْضِ الْوِشَايَاتِ الْبَرِيئَةِ، هَلْ تُصَدِّقُ
الْمُنْحَدَرَاتُ الْتِوَاءَ الضَّوْءِ
بَيْنَ تَمْتَمَاتِهِم.
هَا هُم يُؤَثِّثُونَ شَفَقًا لِمَا بَعْدَ الْغِيَابِ
الأَحْمَر...
وَيرْتَشِفُونَ الْغُمُوضَ فِي لَسْعَةِ
الأَنِينِ الْمُتَدَثَّر.
كُلَّمَا كَشَفَ الطِّينُ زَلَّتَهُ، لاَ يُصَفِّقُونَ
لِسُعَالِ الرِّيحِ...
لَكِنَّهُم يَرْسُمُونَ لِلْحِدَادِ أَوْجُهَهُ
الْمُحْتَمَلَة...
وَيَتَقَمَّصُونَ تَبَاشِيرَ الْفَرَحِ.
مُنْذُ أَنْ رَأَوْا فِخَاخَ التِّينِ
الْمُضَرَّجَةِ بِرَحِيقِ الْمَوْتِ، أَيْقَنُوا أََنَّ
مَنْ أَوْرَثَ اللَّيْلَ
فُحُولَةِ النَّخْلِ، لََمْ يَرْسُمْ لِلْبُخَارِ أَعْيَادَهُ
الزَّرْقََاءَ...
وَلَمْ يُبِحْ لِلْعَرَقِ صُعُودَ الرِّيقِ الْمُبْهَمِ
عَلَى بَابِ الْجُسُورِ الْمُوصَدَة.
هَاهُم يَرْفَعُونَ الدُّعَاَء تِلْوَ الدُّعَاء
أَحْلاَمُهُم عَبَقُ الْغُبَارِ
الْمَدْسُوسِ فِي بَشَائِرِ الدَّمِ،...
يَسْتَبْدِلُونَ أَسْمَاءَهُم، يُغَيِّرُونَ طُعْمَ الْمِلْحِ
فِي الْفَلَوَاتِ...
ففِي الْمُنْعَطَفَاتِ الْمَدْسُوسَاتِ
قَدْ تَؤُولُ ابْتِسَامَةٌ
إِلَى تُفَّاحَةٍ بِلاَ سَمَاء...
هَاهُم يَسِيخُونَ أَسْفَلَ الظُّنُونِ الْهَارِبَةِ
مِنْ وَجَعِ الْكَلاَمِ...
وَيَرْتَجِلُونَ كِبْرِيتَ الْفَجَوَاتِ، كَأَنَّ أَصَابِعَهُم
لَمْ تَدُسْ أَحْفَادَهَا...
هَاهُم يَنْزِلُونَ الْوَقْتَ دَرجًا دَرجًا،
وَالْخَدِيعَةُ لاَ تُجَاوِزُ أَفْوَاهَهُم،
تَرْقُبُهُم الأَشْجَارُ، فَلاَ تَعْتُرُ لَهُم عَلَى شَهِيقٍ
يَلْبَسُونَ حَيَاءَ الْحَجَرِ، وَيَنْدَسُّونَ فِي الصَّمْتِ
كَتِلاَلِ الظَّلاَمِ...
كُلَّ عِيدٍ يَكْتُبُونَ لِلْجُبِّ رِسَالَةَ حَنِينٍ، وَيَتْرُكُونَ الشَّمْعَ
وَحِيدًا َيُشْعِلُ النُّبُوءَاتِ بِلاَ سَبِيلٍ.
لَنْ يَسْأَلَهُم أَحَدٌ مَنْ سَحَبَ مَهْدَ النُّشُورِ خَلْفَ
النَّوَايَا، وَادَّعى أَنَّ لِدَوَاغِصِ الْحُلْمِ قَرْنٌ لاَ يُفْطِرُ عَلَى النَّارِ...
لَكِنَّهُم سَيُبْطِئُونَ قَسمَاتِ الدَّمْعِ فِي يَوْمٍ مُشْمِسٍ
وَرُبَّمَا يُقَاسِمُونَ الْغُبَارَ شَطَائِرَ الْغَذْرِ.
كَانُوا نَازِلِينَ...
قِيلَ فِي النَّزَوَاتِ الأُُولَى مَا يَبْطِشُ بِالشَّوْقِ
أَمَّا الأُمْنِيَاتُ فَقَتْلَى لاَ تَنْفَتِحُ لَهُنَّ الْقُبُورُ...
هَلْ يَتَوَجَّسُ الطُّعْمُ الْمَوْؤُودُ غَيْمَةً تَعُودُ أَمْ تَرَاخَتْ أَسِرَّةُ
النَّجَاةِ...
وَلاَحَ الْجَحِيمُ.
يَسْأَلُونَ كَتَائِبَ التَّائِهِينَ نَوْرَساً...
لاَ يُصَدِّقُونَ حِكَمَ الْمَبْغَى إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ سِتَارٍ،
جُلُودُهُم كَانَتْ تَقُولُ:
نِدَاءٌ مَنْكُوبٌ عَلَى بَابِ الْبَحْرِ أَوْ حُمَّى تَائِهَةٌ لاَ تَنْهَشُهَا
الْحِكَايَاتُ...
وَهُمْ يَنْزِلُونَ أَعْمَارَهُمْ...
رَأَوْا لَيْلاً يُكَذِّبُ ظُلْمَتَهُ...
ثُلُوجاً تَتَوَهَّمُ بَيَاضَهَا، أَفْكَاراً لاَ تَعْبَأُ بِأَضَالِيلِهَا...
رَأَوْا مُدُناً تَأْكُلُ أَحْفَادَهَا، رَأَوْا حَرِيمَ الرُّفَاتِ تَسْجُدُ
لِلْمَاءِ...
وَتَبْنِي مَكِيدَةً مِنْ يَاسَمِينِ الْجَمْرِ...
رَأَوْا مُرُوجاً لاَ قُمْصَانَ تُرَوِّضُهَا، رَأَوْا خُيُولاً
تُسَرِّجُ الْغَسَقَ فَلاَ يَنْبُثُ حَقِيقَةً أَوْ وَهْماً...
لَمَّا نَزَلُوا...
لَمْ يَجِدُوا أَقْدَامَهُمْ.