في جو حميمي و تحت إيقاع الإصرار و الرهان و التحدي ، اختتمت فعاليات مهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب في نسخته الثالثة و التي استمرت من 3 إلى 5 يوليوز 2012، تحت شعار " السينما و التسامح" و قد تميزت هذه الدورة بحضور عدد كبير من الشباب حاملين أفلامهم الإبداعية و المتميزة، فقد دخلت المسابقة 20 فيلما من أصل 65 فيلما توصلت به لجنة الإنتقاء ، مما عقد مهمة اللجنة على حد تعبيرالسيد رئيس لجنة الإنتقاء رشيد زكي، و تجدر الإشارة إلى أن حفل الإفتتاح الذي احتضنته قاعة الفقيه محمد المنوني، حضرته وجوه سينمائية معروفة و أخرى شابة ، كالمخرج المتميز محمد شريف الطريبق ، والممثل المقتدر و قيدوم المسرحيين الفنان محمد الخلفي، و الممثل المتألق ربيع القاطي، والممثلة فدوى طالب، و حشد كبير من الشباب جاؤوا ليدافعوا عن أفلامهم في مسابقة تميزت هذه السنة بالجودة و الصرامة و الحدة.
و في كلمة الافتتاح أعلن مدير المهرجان الأستاذ أحمد الحبيب بالمهدي ، عن أسفه لتغيير تاريخ المهرجان بعدما تم تأجيله لظروف خارجة عن إرادة الجميع، مؤكدا في نفس الوقت على الإصرار في تنظيم الدورة و عدم الإلتفات إلى أساليب الإحباط و غيرها التي تريد النيل من المهرجان الذي لم يعد مهرجان مكناس فقط بل أصبح مهرجان شباب المغرب و خارجه، و هي نفس الكلمات التي ألح عليها المدير الفني للمهرجان السيناريست رشيد زكي.
كما تميز حفل الإفتتاح بتكريم نجمين متألقين عن جيل الرواد الأستاذ محمد الخلفي و عن جيل الشباب الفنان ربيع القاطي في جو حميمي مفعم بالود و التقدير .. في حين الدرس السينمائي Master class للمخرج محمد شريف الطريبق في اليوم الموالي كان بحق فقرة متميزة وهادفة و استطاع فيها المخرجان رشيد زكي و محمد شريف الطريبق استرجاع أهمية الإعداد القبلي و البعدي لإنتاج الفيلم القصير والطويل.
كما أن الطريبق استعرض بشكل ملفت و جذاب مسيرته و تجربته الطويلة مع الفلم القصير و الطويل معا، وقد تم إدراج بعض أفلامه القصيرة كنموذج " بلكون اطلنتيكو" أما اليوم الأخير و حفل الاختتام فقد خصص بامتياز لتوزيع الدروع و الجوائز على المخرجين الذين حالفهم الحظ بامتياز ، افتتحه الفنان الموهوب عبد الفتاح النجادي بموسيقى تصويرية لكثير من الأفلام و متحدثا كذلك عن تجربته الفريدة و المثيرة كممثل في فيلم " القمر الأحمر" و على نغماته و إيقاعاته الجميلة أعلنت لجنة التحكيم التي ترأسها الأستاذ إدريس القري بمعية فدوى طالب و الأستاذ محمد البكير.
و قد قدم في البداية الأستاذ إدريس القرى مداخلة هادفة ركزت بالأساس حول إبداعات الشباب و ترصد تجربتهم و تحثهم على المضي لتحقيق ذاتهم، معتبرا أن أفلام الشباب تتميز بالجرأة و الإبداع و التجريب مما جعل مهمتها في لجنة التحكيم صعبة و صعبة جدا.
و هكذا وزعت الجوائز و الدروع تباعا على الفائزين على الشكل التالي :
- تنويه خاص للمخرجين المغربيين أنس الناصري و سفيان المنيوي عن فيلمهما "امجاد هواية"
- جائزة التجديد و الابتكار ، فاز بها محمد حاتم بالمهدي عن فيلم " حورية"
- جائزة لجنة التحكيم الخاصّة، فازت بها المخرجة اليمنية سوسن عريقي عن فيلمها " صورة"
- جائزة الإخراج ، فاز بها خالد المعتمد عن فيلمه " خلاص"
- جائزة السيناريو، فاز بها المخرج حسام أزماني عن فيلمه "أحلام هشّة"
- الجائزة الكبرى ، فاز بها من المغرب المخرج محمد امين مونا عن فيلمه "المحرّك يدور"
و على إيقاع الفنان عبد الفتاح النكّادي وعلى كلمات مدير المهرجان و المدير الفني وكلمة المخرج حسام أزماني عن المشاركين وبلغة الإصرار و الرغبة و التحدي وبعد عرض فيلمي الإختتام و هما "الضوء الأحمر لعبد اللّه بوجيدة و "أطفال الشّمس" لعلاّل العلاّوي في لحظة استرجاع لروح الفقيد عزيز العلوي... أسدل الستار عن فعاليات مهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب في انتظار دورة ثالثة أكثر تألقا و أكثر إبداعا.