ويسألونك عن الشذرة؟ هل هي شعر أم فلسفة؟ لماذا إذن تألق فيها الفلاسفة أكثر مما فعل الشعراء؟ وهل يمكن اعتبار الشذرة جنسا أدبيا قائم الذات؟ إذن ماهي مميزات هذا النوع من الكتابة؟ ماذا عن الاقتضاب والتكثيف والتبئير والتركيز؟ وما علاقة الشذرة بالأجناس الأدبية الأخرى؟ أيضا هل صحيح أن الشذرة ترتبط في الغالب بمراحل عمرية متقدمة. إذن، لماذا لا يكتبها الشباب؟ ولماذا لا تطرح الشذرة نفسها كفكر شاب؟
هوإذا كانت الشذرة قد ظهرت أول ما ظهرت عند اليونان، وبالضبط عند هيبوكراتس في كتابه "أفوريزمي" الذي يحتوي نصائح طبية وطرقا علاجية، لتبلغ أوجها مع الفيلسوف الألماني نيتشه الذي اعتبر الشذرة "فن الخلود"، فماذا عن واقع الكتابة الشذرية في المشهد الثقافي المغربي والعربي؟ وهل يمكن الحديث عن امتداد للكتابة الشذرية ضارب في عمق تراثنا العربي الإسلامي؟ ألا يمكن الزعم مثلا بأن هذا الجنس الأدبي قد تحقق بامتياز في ثقافتنا العربية الإسلامية من خلال كتابات الصوفية؟ ثم ماذا عن الشذرة العربية اليوم؟ هل صحيح أن الشذرة التي يكتبها أدباء هذه الأيام لا تصدر عن القلق والتمرد مثلما كان عليه الحال مع نيتشة وسيوران وألان بوسكيه، بل إن كُتّابها سرعان ما يسقطون في الفذلكة والإنشائية والتكرار؟
هذه الأسئلة يطرحها ياسين عدنان في حلقة هذا الأسبوع من مشارف على شاذر مغربي شاب هو الأديب عمر علوي ناسنا صاحب (خربشات طفولة معاصرة)، (وصايا الشيطان الطيب) و(أنا: مؤقتا أنا)
موعدكم مع هذه الحلقة من مشارف مساء الأربعاء 20 يونيو على الساعة الحادية عشرة ليلا على شاشة الأولى.