تم يوم الخميس 31 مايو 2012م، إبتداء من الساعة التاسعة صباحا، بقاعة نداء السلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، مناقشة رسالة دكتوراه من إنجاز الطالب الباحث رشيد سوسان، وإشراف الدكتور مصطفى يعقوبي، تحت عنوان "المصطلح النقدي في كتب محمد مفتاح: قضايا ونماذج". وقد تشكلت لجنة المناقشة من الأساتذة: د. عبد الحفيظ الهاشمي رئيساً، والدكاترة: رشيد سلوي وإسماعيل إسماعيلي علوي ومحمد يحيى قاسمي أعضاءَ، ود. مصطفى اليعقوبي مقرراً .
بعد تقديم الطالب الباحث تقريرا دقيقا يرصد أهم الخطوط العريضة في أطروحته، متنا ومنهجية وخلاصات، تخطيطا وإنجازا، وفق التقليد العلمي المعمول به، انبرى أعضاء اللجنة العلمية لمناقشة العمل وتقييمه، كلّ من زاوية تخصصه، في جو علمي رصين، زانه حضور نوعي معتبَر من مثقفي الجهة الشرقية وأساتذتها وطُلاّبها الباحثين، علاوة على أهل الباحث ومحبّيه.
وقد أجمع المناقشون على التنويه بالرسالة التي أنجزها الطالب، وبقيمتها العلمية والمنهجية والمرجعية، وبأهميتها التي اكتسبتها من موضوع الدراسة والعَلَم المدروس (د. محمد مفتاح)، ومن قوتها الاقتراحية المشارِكة، علاوة على متانتها اللغوية، وحسها النقدي، وتحلي خطابها بفضيلة التواضع والاعتراف بعدم الإحاطة؛ مما يعتبر إضافة نوعية هامة إلى المنجَز المصطلحي العربي، دون أن يغفل الأساتذة تثمين الخُلُق الرفيع للباحث؛ ولا غرابة؛ إذ هو الشاعر المرهف (صدر له ديوان "إيقاعات نشيد العشق")، ورجل التعليم الرسالي المخلص في أداء مهمته التربوية على أكمل الوجوه.
كما قدم أعضاء اللجنة العلمية للطالب الباحث مجموعة قيِّمة من التوجيهات والتصحيحات والاستدراكات والاقتراحات التي لا شك في أنها ستعمل على تجويد العمل أكثر؛ وأهمها ضرورة الأخذ بالإحصاء التام، واقتراح اعتماد المنهج الوصفي التاريخي بدل الوصفي المحض، وجعْل الاستنتاجات الأولية مقدمات لاستنتاجات أكبر...
لا يعرف البحث المصطلحي إلا من يكابده، ولا مشقته إلا من يعانيها... فما بالك إنْ كان ذلك البحث هو المدخل إلى مشروع ضخم شائك ممتدّ عبر أزيد من ثلاثة عقود كمشروع الناقد المصطلحي السيميائي محلل الخطاب د. محمد مفتاح؟ ولعل تقدير تلك المكابدة التي استغرقت من الباحث ثماني سنوات من الجهد المضني هو ما جعل د. رشيد سلوي يَعتبر الرسالة عبارة عن ثلاث أطاريح دكتوراه، لا واحدة.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن الباحث قد نال درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا، مع التوصية بالطبع؛ فهنيئا للأستاذ رشيد سوسان هذا التشريف العلمي الراقي الذي هو – عند التحقيق - تكليف بمزيد من العطاء المعرفي الرصين، وهنيئا للساحة المصطلحية والنقدية العربية بهذا المولود العلمي الذي جاء في أحسن تقويم.